
منظمة حقوقية “إسرائيلية” تقرّ بارتكاب جيشها إبادة جماعية في غزة
متابعات || مأرب نت || 3 صفر 1447هـ
أقرّت منظمة “بتسيلم” الحقوقية “الإسرائيلية”، أن جيش العدو الإسرائيلي يرتكب جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأكدت منظمة “بتسيلم”، في تقرير شامل من 79 صفحة صدر عنها اليوم الإثنين، أنها توصلت إلى هذا الاستنتاج بعد تحليل منهجي للسياسات “الإسرائيلية” في قطاع غزة، ونتائجها الكارثية على السكان المدنيين، فضلاً عن تصريحات علنية لكبار القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين التي تُظهر نية واضحة في ارتكاب الإبادة.
ويُعد هذا الموقف تحولًا جذريًا في الخطاب الحقوقي داخل الكيان الإسرائيلي، ويُحرج بشدة حكومة الكيان، التي لطالما اتهمت خصومها بـ”معاداة السامية” عند الحديث عن جرائمها ضد الفلسطينيين، وفق وكالة “سند” للأنباء.
وحذر التقرير من أن الإبادة الجماعية ستمتد ولن تقتصر على قطاع غزة، مشدداً أن الوضع بغزة يستدعي تحركا دوليا لوقف الإبادة الجماعية “الإسرائيلية” على القطاع.
وأشار إلى أن “إسرائيل” تعمل بشكل منهجيّ ومنسَّق لهدم المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة عبر القتل الجماعي وإلحاق الأضرار الجسدية والنفسية الجسيمة وخلق ظروف معيشة كارثية لا تتيح استمرار البقاء في القطاع.
وأكد التقرير أن الواقع في غزة لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال كجزء من محاولة لتفكيك نظام “حماس”، بل يعكس استراتيجية متعمدة لتدمير المجتمع الفلسطيني في القطاع.
وذكر التقرير أن أوروبا والولايات المتحدة لم تتحركا لوقف الإبادة بغزة بل ساهمتا في امتدادها، كما أن “إسرائيل” تجوِّع مليونيّ إنسان وتدفع علنًا نحو تطهير عِرقيّ.
وسرد التقرير مجموعة من الجرائم التي اعتبرها تمثل أركان جريمة الإبادة الجماعية، لقتل الجماعي المباشر وغير المباشر “عبر الحصار والتجويع”.
وتشمل هذه الجرائم تدمير شامل للبنية التحتية المدنية، وإحداث ظروف معيشية تؤدي حتمًا إلى الموت البطيء، والنزوح القسري والتهجير، والتحريض العلني على العنف والكراهية من قبل مسؤولين رسميين.
وفي سياق موازٍ، أظهر التقرير اتخاذ سلطات العدو من السجون “الإسرائيلية” معسكرات لتعذيب آلاف الفلسطينيين دون محاكمة، بينما ترتكب جرائم قاتلة بحق الفلسطينيين في غزة والضفة والقدس دون محاسبة.
وأفاد بأن “إسرائيل” تتعمد الهجوم على الهوية الفلسطينية، حيث يتمثل ذلك في تدمير متعمد لمخيمات اللاجئين، كما أنها تحاول إلحاق ضرر جسيم بوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ولم تكتفِ منظمة “بتسيلم” بإدانة السياسات “الإسرائيلية” فقط، بل وجهت اتهامات قاسية للمجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، بالقول إنها “لم تكتفِ بعدم اتخاذ إجراءات فعالة لوقف الإبادة، بل مكنت “إسرائيل” منها عبر الدعم السياسي والعسكري”.
وأوضحت المنظمة أن الدعم العسكري غير المشروط، والتصريحات المكررة حول “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”، تمثل في حقيقتها غطاءً دبلوماسيًا لارتكاب جرائم كبرى دون مساءلة.
يأتي التقرير في وقت تصاعدت فيه الانتقادات الدولية للكيان الإسرائيلي على خلفية الوضع الإنساني في غزة، حيث حذّرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مؤخرًا من أن المجاعة المنتشرة في القطاع هي “من صنع الإنسان، وكان يمكن تفاديها”.
واتهمت هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، الكيان الإسرائيلي بـ”أعمال إبادة جماعية” أو “التدمير الممنهج” للشعب الفلسطيني.
ويواجه فلسطينيو قطاع غزة موجة غير مسبوقة من الجوع منذ إغلاق العدو الإسرائيلي معابر القطاع، مطلع مارس الماضي، وفرض قيود مشددة على دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والوقود والدواء، للقطاع.
وبدعم أميركي وأوروبي، يواصل جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 59,921 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 145,233 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.