مجلة أمريكية: الولايات المتحدة متواطئة مع الجرائم الإسرائيلية البشعة في اليمن

متابعات || مأرب نت || 25 ربيع الأول  1447هـ

 

قالت مجلة جاكوبين الإمريكية إن إسرائيل اعتقدت أن قصفها لاجتماع رئيس مجلس الوزراء ورفاقه في اليمن الشهر الماضي وجّه “ضربة قاصمة” لقادة حكومة صنعاء.. إلا أن القادة الحقيقيين لم يتأثروا بالضربة، بل تعهدوا بمواصلة هجماتهم على إسرائيل.

وأكدت أن الحكومات ووسائل الإعلام الغربية تجاهلت هذا الهجوم على كبار المدنيين العاملين في مسؤولياتهم الإدارية والتنظيمية إلى حد كبير، رغم أنه يُشكل انتهاكًا صارخاً للقانون الدولي.. وفي 22 أغسطس استخدمت القوات المسلحة اليمنية في ​​هجوم صاروخي على إسرائيل ذخائر عنقودية.. لقد كان هذا تصعيدًا غير مسبوق، وشكّل تهديدًا أشد خطورة من الهجمات السابقة العديدة على الأراضي الإسرائيلية، نظرًا للمخاطر الدائمة للإصابة والوفاة الناجمة عن القنابل الصغيرة الانشطارية.

وذكرت أن استئناف الهجمات الصاروخية اليمنية على السفن أثبت أن اليمنيين لا يزالون قوة عسكرية مؤثرة، على عكس عناصر أخرى في “محور المقاومة”.. وبعد اغتيال رئيس الوزراء ورفاقه في حكومة صنعاء، صعّد اليمنيون وتيرة حملتهم..حيث أن في الأول من سبتمبر، هاجموا سفينة قبالة السواحل السعودية، خارج نطاق عملياتهم المعتادة بكثير. وفي السابع من سبتمبر، أطلقوا عددًا كبيرًا من الصواريخ على إسرائيل، اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وأصابت مطار رامون جنوب البلاد، في ضربة ناجحة.

وأفادت أن اليمنيين يظلون قوة عسكرية كبيرة، على النقيض من العناصر الأخرى في “محور المقاومة”..إذ تُطلق صواريخ جديدة بشكل شبه يومي، رغم التهديدات والغارات الجوية الإسرائيلية، بما في ذلك هجوم وحشي في 10 سبتمبر على مبنى صحيفتي 26 سبتمبر واليمن أسفر عن مقتل عدد من الصحفيين، بالأضافة إلى 35 شخصًا وإصابة أكثر من 100 آخرين في مدينة صنعاء ومحافظة الجوف.. استهدفت هجمات إسرائيلية سابقة موانئ على البحر الأحمر، ومحطات طاقة رئيسية، وبنى تحتية مدنية أخرى.. أما هجوم 28 أغسطس، فقد استهدف بشكل مباشر وواضح المدنيين في الغالب.

المجلة رأت أن شبكات التجسس والتكنولوجيا الإسرائيلية فشلت سابقًا في اختراق قادة حكومة صنعاء بالطريقة التي نجحت بها في التعامل مع خصومها في لبنان وإيران..ففي الماضي، لم تكن اليمن من أولويات الاستخبارات الإسرائيلية مقارنةً بلبنان أو سوريا أو إيران، لكن هذا الوضع تغيّر الآن.. حيث أن في يوليو أنشأت إسرائيل وحدة خاصة تضم مد200 عنصر مُخصصة لجمع المعلومات عن اليمنيين، وتعمل هذه الوحدة بمشاركة القيادة المركزية الأمريكية، وهي القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط.

وبالإضافة إلى تكنولوجيا المراقبة الإلكترونية والأقمار الصناعية المتطورة التي تمتلكها، قامت الإمارات بمساعدتها، وحصلت على معلومات عبر وكالات الاستخبارات التابعة لأبو ظبي في اليمن..ومع ذلك، تعهد اليمنيون بمواصلة حملتهم ضد إسرائيل، ويبدو أنهم يمتلكون القدرة التقنية على ذلك.. وإذا واجهوا أي نقص في الصواريخ المتطورة التي تتطلب استيراد قطع غيار متطورة، فيمكنهم تعويض ذلك باستخدام وسائل أبسط تقنيًا.

وبينما يتزايد خوف اليمنيين من احتمال وقوع هجمات إسرائيلية وحشية وعشوائية، يبقى الدعم القوي للشعب الفلسطيني هو السائد في جميع أنحاء البلاد.. علاوة على ذلك، وبغض النظر عن التوجهات السياسية، كان القتلى مواطنين يمنيين، حتى لو كانوا يعملون مع الدولة، وخسارتهم على يد إسرائيل تمس جميع اليمنيين.

وفي ضوء تواطؤ الولايات المتحدة مع جميع الأفعال الإسرائيلية، ينبغي على حلفاء الولايات المتحدة الآخرين في الخليج – وخاصةً السعودية والإمارات – توخي الحذر.. ففي نهاية المطاف، سبق لإسرائيل أن نفذت اغتيالات على أراضٍ إماراتية يُفترض أنها ذات سيادة، وذلك قبل التحالف المتزايد بين الدولتين في السنوات الأخيرة.

وقالت المجلة إن إسرائيل تتصرف بحصانة تامة ودون أي قيود في جميع أنحاء المنطقة، متجاهلةً القانون الدولي وبدعم كامل من إدارة ترامب.. تجدر الإشارة إلى أن ترامب أنهى قصف اليمن في وقت سابق من هذا العام دون استشارة إسرائيل أو حتى إبلاغها، وذلك قبيل زيارته الجشعة لأغنى ثلاث دول خليجية..وفي الواقع، انهى ترامب الحملة بسبب المعارضة العسكرية الأميركية لعملية عقيمة ومكلفة استنفدت القوات من قطاع شرق آسيا ولم تظهر أي أمل في النصر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى