اليمن يُربك الكيان الإسرائيلي في عمقه السياحي والاقتصادي

متابعات || مأرب نت || 6 ربيع الآخر  1447هـ

 

تتواصل العمليات اليمنية في عمق الكيان الصهيوني فمن الحصار البحري الى استهداف مدن الكيان الاستراتيجية ومنها ام الرشراش( ايلات) التي تعد من المناطق الاقتصادية السياحية الهامة والتي اصبحت اليوم مدينة اشباح بعد العمليات اليمنية النوعية بالطائرات المسيرة.

ويتمثل الهجوم اليمني على امر الرشراش بالمسيرات في اطار الاستراتيجية اليمنية المعلَنة الهادفة إلى فرض حصار شامل على “إسرائيل” يشمل استهداف المطارات، والموانئ، والوجهات السياحية ، وأم الرشراش “إيلات” تعيش على مصدرين رئيسيين: السياحة البحرية–الفندقية، وحركة الميناء، ومع ضرب السياحة من جهة، وتعطيل الميناء من جهة أخرى، تخسر المدينة عمودَي اقتصادها الأساسيين ، وبالتالي فان استمرار هذه المعادلة (غياب السياح + توقف الميناء) يعني تراجع النشاط الاقتصادي إلى حدّه الأدنى – المحلات التجارية، المطاعم، شركات النقل، وستواجه المدينة بطالة جماعية، ما قد يدفع آلاف المستوطنين إلى الهجرة نحو مدن الداخل بحثًا عن فرص عمل بذلك، يمكن أن تتحول أم الرشراش “إيلات” إلى مدينة شبه خالية أو “مدينة أشباح” بالمعنى الاقتصادي .

ولم تعد آلة الحرب الإسرائيلية قادرة على فرض معادلتها القديمة في المنطقة، فما يحدث مع اليمن، وقبله مع غزة، كشف حدود القوة الإسرائيلية حين تُواجه شعوبًا تُفضّل أن تعيش نِدًّا أو أن تموت وهي تقاوم، لا أن تستسلم.

القصف الإسرائيلي العنيف ضد اليمن لم يوقف الهجمات التي تستهدف مصالح الاحتلال، ولم يُرهب الشعب اليمني أو يثنيه عن موقفه السياسي، بل زاده صلابة، هذا المشهد الذي يتكرر في غزة منذ أشهر طويلة، يُظهر كيف يمكن لآلة الحرب الأكثر تطورًا أن تفقد معناها أمام إرادة الشعوب.

الضربات الإسرائيلية المتكررة على اليمن وُصفت بأنها “خبط عشواء”، من حيث كثافة في القوة العسكرية، مقابل غياب تام للأهداف السياسية الواضحة، فبينما كانت “إسرائيل” تهدف إلى ردع صنعاء، جاءت النتيجة عكسية؛ إذ طوّر اليمنيون منهجية خاصة لاستهداف الاحتلال، وأظهروا قدرة متنامية على الصمود والمناورة الميدانية.

وبحسب مراقبون، فإن الضربات اليمنية لا يمكن قراءتها بمعزل عن سياقها، فهي أولاً نصرة لغزة في وجه المجازر الإسرائيلية، وثانياً رد مباشر على جرائم العدو الإسرائيلي بحق اليمن، ولكن الأهم أنها رسالة استراتيجية من حيث أن العمق السياحي والاقتصادي للعدو لم يعد آمناً، وأن أسطورة “الدفاعات الجوية” تتهاوى أمام مسيّرات منخفضة الكلفة عالية الدقة.

وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن اليمنيين يواصلون اكتشاف نقاط ضعف “إسرائيل” وتأثيرهم ما يزال مستمراً ومدمراً، وفي النهاية قاتل، خاصة وأن المسيّرات اليمنية والتي تُعد أقل كلفة وأقل تطوراً من الصواريخ ألحقت في المجمل ضرراً كبيراً، موضحة أن الحرب طالت كثيراً وتنوعت التهديدات، واليمنيون ينجحون في اختراق ثغرات الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

وخلصت الصحيفة إلى أن اليمنيين لا يمكن ردعهم، والحل الحقيقي هو إنهاء الحرب، وكل تغريدة تهديد يطلقها “وزير الدفاع” لا تُظهر سوى عجز “إسرائيل”.

ومن جانبها، أكدت صحيفة “معاريف” العبرية أن “سلاح الجو” بجيش الاحتلال الإسرائيلي مني بفشل جديد في الدفاع عن أجواء مدينة أم الرشراش المحتلة “إيلات” بعد أن تمكنت الطائرات المسيّرة اليمنية من اختراق منظومات الحماية للمرة الثالثة خلال أيام قليلة، مضيفًة أن “المدينة أصبحت عارية أم المسيرات اليمنية”.

وأشارت الصحيفة إلى أن العطل في أداء “سلاح الجو” يعد خطيرًا ويستوجب تحقيقًا عاجلًا، معتبرة أن هناك سلسلة من الأسئلة المقلقة التي تحتاج إلى إجابات واضحة مثل ما إذا كان جيش الاحتلال قد نشر قطعًا بحرية مزودة برادارات ومنظومات اعتراض في خليج العقبة وخليج “إيلات” لتوفير خط دفاع متقدم ضد التهديد.

وشددت على أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرصد تقدمًا ملحوظًا في قدرات اليمنيين في الإنتاج الذاتي للطائرات المسيّرة والصواريخ بعيدة المدى، مشيرة إلى أن الاستخفاف باليمنيين قبل الحرب والصور النمطية المستهزئة بهم كان خطأً كبيرًا، فهدف الغارات الإسرائيلية على اليمن بعيد عن التحقيق، وكلما تم تشديد الحصار على اليمن تعزز الإنتاج المحلي الذاتي المحصن.

أما صحيفة “يديعوت أحرونوت” فقالت: إن استهداف الطائرة المسيرة التي أطلقها الجيش اليمني قرب فندق في مدينة “إيلات” بجنوب فلسطين المحتلة كشف عن “عيوب مرعبة”.

ورأت الصحيفة أنه بعد أسبوع من الهجوم على مدخل فندق “جايكوب” في “إيلات”، وفي ظل سقوط سلسلة من الطائرات المسيرة في المدينة الجنوبية، فإن الانفجار الذي وقع (الأربعاء) بالقرب من مركز “مول هيم” التجاري يوضح مدى تحوّل “إيلات” إلى جبهة تعرض لهجمات، حيث أسفر الحادث عن إصابة 50 شخصاً، العديد منهم بشظايا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى