
انهيار «الردع» الأمريكي.. كيف أسقط الابتكار اليمني أوهام الهيمنة التكنولوجية؟
|| مأرب نت || 16 جمادى الأولى 1447هـ
منذ اندلاع المواجهة في البحر الأحمر، اتضح أن الكيان الإسرائيلي وداعمته الأساسية الولايات المتحدة الأمريكية، لا يواجهان فقط قوة عسكرية على الأرض، بل يواجهان منظومة متكاملة من الثبات والتحصين الفكري، تنطلق من الثقافة القرآنية؛ إذ أن الردع الأمريكي، الذي طالما رُوّج له بالتهويل والموازنات المهولة، قد انهار فعلياً، مما كشف عن الفشل الذريع في القدرة على تحقيق الهيمنة، الأمر الذي يسرّع من تآكل نظام القطب الأحادي عالمياً.

وفي هذا السياق، لم يعد الإخفاق الأمريكي يقتصر على تكبد الخسائر المادية، التي تجلت في استنزاف صواريخ الملايين أمام المُسيَّرات اليمنية زهيدة الكلفة، بل امتد ليصبح هزيمة استراتيجية سمحت لقوى مثل الصين وروسيا باستغلال الفراغ الجيوسياسي الذي خلقته واشنطن بقرارها المنفلت بدعم العدوان على غزة. ومن هنا، يدرك اليمن أن المعركة لا تُحسم بالتفوق التكنولوجي الباهظ وحده، بل بـالإرادة القوية والابتكار المتجدد الذي أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أنه مستمر لتجاوز كل التعقيدات والتقنيات التي يمتلكها العدو.
ولمواجهة الحرب النفسية والإعلامية التي تسعى لتفكيك المجتمع المقاوم، فإن الاستراتيجية المعتمَدة ترتكز على تثبيت مركزية القضية الفلسطينية كواجب وجودي وإيماني لا يقبل المساومة، ومن ثم لا ترى المقاومة في عملياتها مغامرة عسكرية، بل تجسيداً لـ «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ»، وهذا الربط العقائدي يعزز الوعي النقدي لدى الجمهور، الذي بات قادراً على تفكيك زيف الرواية الغربية وفقاً لمبدأ التبيّن القرآني، مما يجعله محصّناً ضد محاولات ضرب الثقة أو تجريد العمل المقاوم من دوافعه الأخلاقية.
وهذا التحصين الداخلي يمنح المقاومة القوة المعنوية اللازمة لتحويل أي تهديد خارجي إلى عامل ثبات؛ إذ أن اليقين الإيماني لدى المقاومين يؤكد أن الهيمنة الأمريكية، رغم ضخامتها، ليست أبدية وهي مجرد «قشة» أمام الإرادة المستمدة من الحق، خاصة وأن العدوان الغربي لم يضف لنفسه شيئاً سوى السقوط في الدونيّة باستمراره في استهداف المدنيين ودعمه لحرب الإبادة في غزة.
اعتراف أمريكي صامت.. «كوبرا بول» وثيقة الإقرار بالفشل
لم تكن «استراتيجيات الردع» الأمريكية مجرد تكتيك عسكري، بل كانت منهجية للتهويل والتضخيم ترمي إلى تحقيق الهيمنة قبل الدخول في عمل عسكري مباشر. وقد اعتمدت واشنطن في ذلك على استعراض متناوب، يكشف أحياناً عن أسلحة تزعم أنها استثنائية وخارقة، ويعلن أحياناً أخرى عن تخصيص موازنة مهولة للجانب العسكري، بغرض إرهاب أي دولة تطمح لرفع رأسها أو تحدي الهيمنة. ولكن، شاء من سحرتهم هذه البهرجة الزائفة أم أبوا، فإن جولة استعراض القوة واختبارها خلال العامين الماضيين، وبشكل خاص في المواجهة مع اليمن، قد كشفت حقيقة هذه المنهجية، وأثبتت أن النظريات والدعايات وحدها لا تكفي للصمود أمام الإرادة المبتكرة.
في تحول دراماتيكي يُعد دليلاً دامغاً على عجز استراتيجيتها السابقة، أقدمت واشنطن مؤخراً على نشر طائرات استطلاع وتجسس متطورة من طراز «RC-135S»%




