الشيخ قاسم: مرحلة ما بعد اتفاق وقف النار تَجُبّ ما سبقها.. وحصرية السلاح مطلب لإعدام قوة لبنان

|| مأرب نت || 23 جمادى الآخرة 1447هـ

 

أكّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ المنطقة دخلت مرحلة جديدة منذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشدّدًا على أنّ هذه المرحلة “تجُبّ ما سبقها وما قبلها”، وتفترض أداءً مختلفًا ومحاكمة للواقع الجديد وليس للأدلة السابقة للاتفاق، وأنّ حصرية السلاح “مطلب أمريكي إسرائيلي لإعدام قوة لبنان”.

جاء ذلك في كلمةٍ ألقاها الشيخ قاسم، عصر اليوم السبت، خلال التجمع الفاطمي الذي نظمه حزب الله بمناسبة ذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وهو تجمع كبير يعبّر عن وحدة العمل النسائي في الحزب والبيئة والقناعة المرتبطة بالمقاومة.

وشدّد الشيخ قاسم على أنّ المرحلة الجديدة تحمل مسؤوليات مختلفة، حيث أصبحت الدولة اللبنانية مسؤولة عن: “السيادة وحماية لبنان، وطرد الاحتلال ونشر الجيش، والعمل على تثبيت سيادة لبنان واستقلاله”.

وأكّد أنّ المقاومة “قامت بكل ما عليها” في تطبيق هذا الاتفاق ومساعدة الدولة، مشيرًا إلى أنّ تطبيق الاتفاق من الجهة اللبنانية يتم بشكّلٍ كامل؛ بينما لا توجد “أيّ خطوة” من جهة (إسرائيل)، وأنّ المقاومة تنظر إلى كل ما يقوم به العدوّ الإسرائيلي بعد الاتفاق على أنّه “استمرار للعدوان” وخطر على لبنان.

واستعرض وظائف الأطراف، موضحًا، أنّ منع العدوان والردع، ليس وظيفة المقاومة، وإنّما “وظيفة الدولة والجيش”، لافتًا إلى أنّ وظيفة المقاومة “المساندة للدولة والجيش والتحرير والتصدي عندما لا تتصدى الدولة وعندما لا يتصدى الجيش”، ومنع استقرار العدوّ والمساعدة على التحرير.

ورفض الشيخ قاسم الدعوات المطالبة بـ “حصرية السلاح”، واصفًا إياها بأنّها “مطلب أمريكي إسرائيلي” و “إعدام لقوة لبنان”، مضيفًا أنّ “مشكلة الدولة ليست حصرية السلاح، بل هي في العقوبات المفروضة عليها والفساد المستشري”، متهمًا أمريكا بالعمل على تخريب البلد وإيجاد الفوضى فيه منذ عام 2019م، وأنّ بعض المتصدرين مع المطلب الأمريكي الصهيوني هم “من أصحاب الفتن ورواد الفساد لا حق لهم بالكلام”.

وفي سياق التهديدات الصهيونية، أكّد الشيخ قاسم أنّ الطريق الوحيد الذي يسعى إليه الكيان الإسرائيلي هو الاستسلام ليكون لبنان تحت الإدارة الإسرائيلية المباشرة، محذّرًا من أنّ “الاستسلام يؤدي الى زوال لبنان”، وأنّ الدفاع هو ما يفتح الآفاق إلى “احتمالات كبيرة”.

وبخصوص سلاح المقاومة، وضح رفض الحزب لأيّ إطار يؤدي إلى الاستسلام للكيان الإسرائيلي والطاغوت الأمريكي، مشدّدًا ومتحدّيًا قال: “فلتعلم أمريكا سندافع حتى لو أطبقت السماء على الأرض لن يُنزع السلاح تحقيقا لهدف (إسرائيل) ولو اجتمعت الدنيا بحربها على لبنان.. الأرض والسلاح والروح خلطة واحدة متماسكة، أيّ واحد تريدون نزعه أو تمسون به يعني أنكم تمسون بالثلاثة وتريدون نزعها وهذا إعدام لوجودنا ولن نسمح لكم”.

وأشار إلى استعداد المقاومة “لأقصى تعاون مع الجيش اللبناني”، وموافقتها على استراتيجية دفاعية للاستفادة من قوة لبنان ومقاومته، وتساءل: “إذا لم يكن الجيش قادرًا على الحماية هل نطالب بنزع سلاحه؟ لا، إذا لم يكن قادرًا على الحماية نطالب بتعزيز وجود السلاح لديه”.

واستند الشيخ قاسم إلى تصريحات قائد قوات “اليونيفيل” الذي قال: “إنه ليس لدينا أيّ دليل على أنّ حزب الله يعيد تأهيل نفسه جنوب نهر الليطاني وإنّ (إسرائيل) تنتهك وقف إطلاق النار بشكّلٍ صارخ”.

وفي إطار تقييمه للصراع، أكّد أنّ خطة العدوّ لاغتيال سماحة السيد نصر الله وضرب القدرة كانت تهدف إلى إزالة حزب الله من الوجود، لكن المقاومة خاضت “معركة أولي البأس” ومنعت العدوّ من تحقيق هدفه، مضيفًا أنّ العدوّ الإسرائيلي “يقول بأنّ نتائج حربه على لبنان تتآكل وهذا طبيعي هو لم ينتصر بتحقيق أهدافه”.

وأشار إلى أنّ المقاومة حققت أربعة إنجازات عظيمة: “تحرير الأرض، الصمود، ردع العدوّ، وإيقاف اجتياح لبنان في معركة أولي البأس”.

وفي ختام كلمته بالتجمع الفاطمي، حيّا الشيخ قاسم المرأة المقاومة، مؤكّدًا أنّ السيدة الزهراء هي قدوة النساء على مستوى العالم ونموذج لتطبيق الإسلام المحمدي الأصيل، ووصف النساء اللواتي يعشن في مجتمع المقاومة بأنهن “رايات العز والأخلاق والمقاومة والوطنية” و”رائدات التربية للأجيال القادمة”.

ودعا المرأة إلى أنّ تكون بارعة في كل الساحات وخصوصًا في تربية الأسرة ودعم المقاومة، مؤكّدًا أنّ حجابها هو “علم التقوى” الذي يعينها على تصدر العفة، وأنّ دورها المقاوم يساهم في تحقيق الإنجازات، مشجعًا إياهن على الثبات على هذا الدور لاستمرارية “ثمرة دماء الشهداء”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى