إقامة عائق تحت الأرض من مصر إلى قطاع غزة وحتى عمق الدولة العبريّة هو إعلان رسميّ إسرائيليّ بأنّه مَنْ يُعوِّل على الجيش المصريّ لا يُعوَّل عليه

 

متابعات | 6 اغسطس | مأرب برس :

زهير أندراوس  “رأي اليوم”

يُعتبر القرار الذي اتخذته حكومة بنيامين نتنياهو بإقامة عائقٍ على طول الحدود مع مصر بمثابة إعلان إسرائيليّ ضمنيّ بأنّ تل أبيب لا تُعوّل على الحرب التي يخوضها الجيش المصريّ ضدّ التنظيمات التكفيريّة في شبه جزيرة سيناء، علمًا أنّ الدولة العبريّة خرقت الملحق الأمنيّ لاتفاق السلام المُوقّع بين البلدين، وسمحت للقاهرة بإدخال قوّات وآليات مصريّة للمُشاركة في الحرب المُعلنة على  ولاية سيناء، والتي بايعت تنظيم “الدولة الإسلاميّة” التكفيريّ-الإرهابيّ.

وفي هذا السياق، ذكر موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت)، نقلاً عن مصادر سياسيّة وصفها بأنّها واسعة الاطلاع، أنّ إسرائيل تُتابع بقلق الأحداث والتهديدات المحتملة من الطرف الثاني من حدود إسرائيل مع مصر، مضيفةً أنّ تهديد الأنفاق والهواجس المتزايدة على الحدود أدّت إلى بحث إمكانية إقامة عائق تحت الأرض في منطقة مثلث الحدود من مصر إلى قطاع غزة وحتى عمق الدولة العبريّة.

وأشار الموقع العبريّ أيضًا إلى أنّ هذا العائق سيكون شبيهًا بجدار الباطون الذي يتم بناؤه في هذه الأيام تحت الأرض على طول حدود قطاع غزة، ووظيفته ستكون تأمين حماية مستوطنات المنطقة من احتمال تسلل عناصر “داعش” من الحدود مع سيناء، كما أكّدت المصادر الإسرائيليّة ذاتها.

وبحسب الموقع، يدير الجيش المصريّ منذ فترةٍ طويلةٍ حرب استنزاف مع تنظيم “داعش” في سيناء. وقد تكبّد الطرفان خسائر فادحة في المعارك حول السيطرة على شبه الجزيرة. مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ هذا التنظيم يتزايد وهو يجنِّد الكثير من العناصر وينجح في تنفيذ عمليات ضد أهداف تابعة للجيش المصريّ، على حدّ تعبيره.

الموقع العبريّ (YNET) لفت أيضًا إلى أنّه على الرغم من أنّ الحرب تتركّز بين الجيش المصري و”داعش”، إلّا أنّ هذا التنظيم ينجح من وقت لآخر بإطلاق صواريخ باتجاه العمق الإسرائيليّ. إضافة إلى ذلك، فقد دمّر الجيش المصري في شهر شباط (فبراير) الماضي ست فتحات لأنفاق تربط بين قطاع غزة وشبه الجزيرة. وعلى ضوء ذلك ازدادت الخشية من أنْ يحاول التنظيم تنفيذ عمليات من الأرض أيضًا.

وتابع الموقع قائلاً، نقلاً عن المصادر نفسها، إنّ دوي الحرب في شبه الجزيرة يُسمع جيدًا في المستوطنات الإسرائيليّة الموجودة على مقربة من الحدود. وبناءً على ذلك وعلى خلفية هذه الأحداث، والخشية من تعاظم التنظيم الإرهابيّ ونواياه المعلنة بضرب إسرائيل، تابع الموقع، تقرَّرَ درس توسيع مشروع العائق في غزة إلى الحدود مع مصر، فيما تبلغ كلفة المشروع حول قطاع غزة حوالي 3,4 مليار شيكل، وهو من المتوقع أنْ ينتهي في غضون سنة ونصف تقريبًا.

وفيما أوضح الموقع أنّ المصادقة على كيلومتر واحد تمّت في المرحلة الأولى فقط بهدف كشف الأنفاق من منطقة سيناء في حال وُجدت، لفتت إلى أنّ العائق سيمتدّ على طول الحدود إلى مسافة 3 كيلومتر في المستقبل بموازاة المصادقة على الميزانية، مُشدّدًا على أنّ هذا الإجراء من المفترض أنْ يؤمن حماية للمستوطنات التابعة للمجلس الإقليمي أشكول والمحيط.

في الختام ذكرت الصحيفة تصريحًا لرئيس ما يسمى بالمجلس الإقليمي “أشكول” غادي يركوني الذي قال إنّ العائق يكسر المعادلة في حماية مستوطنات غلاف غزة من ناحية تهديد الأنفاق والتسلل إلى أراضينا. وتابع قائلاً: نحن نعيد ونحذِّر في كل مناسبة إزاء مخاوفنا من التهديد المتزايد على الحدود مع مصر، ولذلك يدور الحديث عن خطوة ضرورية ومطلوبة، ستضمن حماية معظم المتأثرين من الحرب الدائرة في مصر. تهديد الأنفاق هو تهديد استراتيجي على غلاف غزة وأيضا على كل إسرائيل”، بحسب تعبير يركوني، الذي فقد رجليه في العدوان الإسرائيليّ الهمجيّ والبربريّ ضدّ قطاع غزّة في صيف العام 2014، وهو العدوان المُسّمى في تل أبيب بعملية “الجرف الصامد”.

مقالات ذات صلة