ابرز ما قالت مراكز الابحاث الامريكية حول استراتيجية ترامب الجديدة تجاه إيران

تقارير | 17 اكتوبر | مأرب برس :

كشف “دونالد ترامب”، رئيس الولايات المتحدة رسميا خلال الساعات الماضية عن موقفه فيما يخص الاتفاق النووي مع إيران، وقرر بأن يتولى الكونغرس الأمريكي مهمة وضع استراتيجيات جديدة للتعامل مع هذا الاتفاق الذي تم التوقيع علية في عام 2015 بين الدول الست الكبرى وإيران والذي تؤيده الأمم المتحدة. وحول هذا السياق دأبت مراكز الأبحاث الأمريكية إلى دراسة  موقف ترامب هذا بعدم تأييد التزام إيران بالاتفاق النووي ومناقشة اهم العواقب المترتبة على هذا الموقف والتي سوف تواجهها الولايات المتحدة بمفردها. سنقوم في هذا التقرير بعرض جميع  آراء ووجهات النظر لهذه المراكز البحثية:

مركز مجموعة الأزمات للأبحاث “ Crisis Group

أكد مركز مجموعة الأزمات للأبحاث في مقالة له، على ضرورة الحفاظ على معاهدة الاتفاق النووية وعدم الانسحاب منها، وهذا على الرغم من عدم اعتراف الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بالتزام إيران بها، وذكر هذا المركز أيضا: “لقد خلقت تصريحات “ترامب” تلك التي اطلقها يوم الثالث عشر من هذا الشهر، الكثير من الشكوك عند المجتمع الأمريكي حول الاستراتيجية الجديدة التي سوف يَتبعها هذا البلد مع إيران وهل سوف تحصل مواجهة عسكرية بينهما.

بطبيعة الحال، إن مصير الاتفاق النووي متوقفاً على طبيعة حالة التعامل بين هذه الأطراف، وتجدر الإشارة هنا بأن حالة التسامح التي تتعامل بها إيران وعدم انتهاكها لهذا الاتفاق النووي هما السببين الرئيسيين لعدم حدوث أي تصادم عسكري بين هاذين البلدين. وفي الوقت الحاضر، قامت الكثير من الدول الأوروبية بالدفاع ودعم هذا الاتفاق النووي ونظرا لأننا لم نرى أي تهكم إيراني ينقض هذا الاتفاق، فإنه من الضروري الوقوف بقوة وحزم تجاه تصريحات “ترامب” الأخيرة، التي من الممكن أن تتسبب في خلق أزمات في المنطقة والعالم. وذكر هذا المركز في مقاله، قائلا: انظروا إلى الكونغرس: لم يعلق في ذلك الفخ الذي نصبه “ترامب الجاهل” للشعب الأمريكي ولم يخضع حتى الآن لمطالب “ترامب” بإعادة التفاوض مع إيران وفرض عقوبات جديدة على هذا البلد.

الجدير بالذكر هنا بأن الرئيس “ترامب” استطاع الوصول إلى عدد من مطالبه، بقيامه بهذا الموقف ضد إيران. فأول تلك المطالب، انه استطاع أن يُعلن بشكل رسمي معارضته لهذا الاتفاق النووي. وثانيا، إعطاء الحق في اتخاذ قرارا بشأن الاتفاق النووي للكونغرس، فبحسب مزاعمه، فلقد أنقذ نفسه من مأساة التأكيد كل ثلاثة أشهر على التزام إيران بهذا الاتفاق وهذا الشي يتناقض مع اعتقاداته. ثالثا، آثار الكثير من الشكوك في الكونغرس، على أمل أن يقوم هذا الكونغرس بنفسه بإنهاء حيات هذا الاتفاق النووي وتجدر الإشارة هنا بأن الرئيس “ترامب” يعلم بأن حكومته لا تتلقى أي دعم من الأوروبيين وبأنها أصبحت اكثر عزلة، بسبب هذه الأزمة التي خلقها الاتفاق النووي. وبهذا كله، فإنه من المستحيل إلغاء هذا الاتفاق. ولكن “ترامب” اراد من قيامه بهذه الخطوة، إن يفرض بعض الضغوطات على الكونغرس لكي يتحمل المسؤلية كاملة ومن المقرر إن يصدر الكونغرس في 14 كانون الأول / ديسمبر قرارا لاستخدام استراتيجية جديدة للتعامل مع الاتفاق النووي الإيراني.

مركز بلفر للأبحاث

كتب المركز الأمريكي للأبحاث “بلفر” مقالا، نقلا عن مذكرات “ويندي شيرمان” – احد أعضاء فريق التفاوض الأمريكي المشارك في مفاوضات الاتفاق النووي- ونشره في “صحيفة نيويورك تايمز”، وقال:” إن الرئيس “ترامب” اعلن مؤخرا انه غير مستعد لتأكيد التزام إيران بالاتفاق النووي وهذا على الرغم من اعتراف مسؤولين في حكومته خلال الأشهر القليلة الماضية بالتزام إيران بهذا الاتفاق وإصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية ثمانية تقارير تؤكد امتثال إيران للاتفاق النووي خلال العامين الماضيين. فتلك الاتهامات التي اطلقها “ترامب” وأشار فيها بأن إيران انتهكت هذا الاتفاق النووي بتدخلها في شؤون دول المنطقة، غير صحيحة. فنحن نخالف تلك الإجراءات وذلك النهج الذي تقوم به إيران في المنطقة ولكن هذه الأعمال ليس لها علاقة بالاتفاق النووي.

واردف قائلا، على حد علمي، فلقد دعا الرئيس “ترامب” بعد أن اعلن عدم تأييده للاتفاق النووي مع إيران، الكونغرس الأمريكي الذي يشكل الجمهوريين الأغلبية فيه، بعدم ممارسة العقوبات القديمة على إيران والتي يرى بأنها من الممكن أن تؤدي إلى إلغاء كافة المعاهدات والاتفاقات النووية وبدلا عن ذلك يجب على الكونغرس فرض عقوبات جديدة على إيران وممارسة كافة الضغوطات عليها التي من شأنها أن تجبر إيران على الخروج لوحدها من هذا الاتفاق النووي.

فإذا قام الرئيس “ترامب” من تحت الطاولة بإلغاء هذا الاتفاق النووي، فأنه بذلك سيخلق فجوة كبيرة بين الولايات المتحدة وأوروبا وسوف تتمكن كلا من إيران وروسيا والصين من امتلاك القوة . وبالقيام بأي عمل يتنافى مع العقل، سيدفع الولايات المتحدة إلى العزلة وسيكون البادئ بإلغاء هذا الاتفاق هو المتهم الرئيسي لتلك ألازمات التي سوف تحصل. وإذا لعبنا تحت الطاولة، فلن تكون لكلمتنا أي قيمة في أي مكان في العالم وعند ذلك فإننا أذا اردنا خفض توتراتنا مع كوريا الشمالية، فأننا سوف نذهب إلى الصينيين الذين لن يهتموا بنا وذلك لإننا سنصبح دولة معزولة ليس لديها قوة. ومن ناحية أخرى، إذا قامت إيران بشكل منطقي بالذهاب نحو امتلاك أسلحة نووية، فأننا في ذلك الوقت سنواجه معضلة كبيرة لا يمكن حلها.

مركز ويلسون للأبحاث

كتب مركز “ويلسون” للأبحاث مقالا نقلا عن عدد من الخبراء السياسيين في الشؤون الدولية، فوفقا لما صرح به “كولين كاهل” فلقد ذكر هذا المركز :” لقد كان الاتفاق النووي اتفاقا ممتازا للحد من قوة إيران. وإذا قام الرئيس الأمريكي “ترامب” بالانسحاب من هذا الاتفاق النووي، فإننا لن نكون معزولين فقط عن العالم، بل إننا أيضا سوف لن نتمكن من السيطرة على كوريا الشمالية. إن إيران بلد عريق خسر ما يقارب من 600 مليار دولار وقدم ما يقارب من مليون قتيل (شهيد) أثناء حربه مع العراق، فمن الصعوبة إن يستسلم هذا البلد لأحد”.

كما إن هذا المركز كتب نقلا عن “سوزان مالونى”: “إن الإيرانيين يقومون بأعمالهم بذكاء شديد. فهم لم يقعوا في ذلك الفخ الذي نصبه لهم “ترامب” ومستشاريه وفي الوقت نفسه صرحوا بأنهم سيواجهون هذه الأعمال بالمثل. لقد جلس الإيرانيين على طاولة المفاوضات وتحركوا بطريقتهم الخاصة. أنا أفُضل أن انظر إلى هذا الاتفاق النووي كحقيقة واقعية لا ينكرها هذا العالم الذي نعيش فيه. لذلك، عمليا لا يمكن أن يكون هذا الاتفاق سيئ “. وفي النهاية ذكر مركز ويلسون للأبحاث، نقلا عن “ريل مارك غورست”: أعتقد بأن الرئيس “ترامب” قلقاً من الأوروبيين. لقد أدى هذا الاتفاق النووي الی اتساع الفاصلة بيننا وبين الدول الأوروبية ولا أعتقد أن هذا الاتفاق النووي كان سيئ للغاية.

*الوقت التحليلي .

مقالات ذات صلة