4 أسباب رئيسية دفعت بن سلمان للجلوس مع حزب التجمع اليمني للإصلاح؟!

مقالات | 12 نوفمبر | مأرب برس :

مع وصول محمد بن سلمان الى ولاية العهد في السعودية يشهد “البيت السعودي” اضطرابات غير مسبوقة هذه الايام، اعتقالات بالجملة، تهم فساد، قمع حريات، اقامات جبرية لاولاد عمه من ال سعود وتغيّر في خارطة التحالفات السعودية. وامام هذه الوقائع، لا أحد يعلم كيف يبني بن سلمان استراتيجياته الحالية ولا افقها، فهو عوّدنا منذ وصوله الى مركز ولاية العهد على فك تحالفات بين الفينة، ومن يراقب تحالفاته الاخيرة يجدها آنية وغير مستقرة وتتسم بالهشاشة لأسباب عديدة.

 

ولم يمضي اسبوع على وضع الرئيس اليمني “عبد ربه منصور هادي” تحت الاقامة الجبرية، حتى يعقد يوم الجمعة الماضي لقاء وصف بـ “المهم” بين محمد بن سلمان ورئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح “محمد اليدومي” في الرياض، وذلك بعد قطيعة طويلة دامت اكثر من سنتين بسبب ما تعرضت له قيادات حزب الاصلاح على ايدي قوات بن زايد في الجنوب اليمني.

 

هذه الوقائع الجديدة التي يشهدها اليمن دفعت القارئ الى التساؤل عن احتمالية نشوب مواجهة جديدة غير مباشرة مع الامارات على شاكلة المواجهات السابقة بين انصار هادي و انصار عيدرس الزبيدي في عدن؟!

 

المطلع على الشأن اليمني يعلم ان الامارات وحزب التجمع اليمني للإصلاح ليسا على وفاق تام في المناطق الجنوبية، حيث يشن مرتزقة الامارات بين الفينة والاخرى حملة اعتقالات بحق شخصيات سياسية وقيادات في حزب الإصلاح في عدن، أهمهم العقيد عادل الشيبة قائد لواء 83 مدفعية الواقع في الضالع بمنطقة مريس، وقائد لواء الاستقبال العقيد فضل عبد الرب.

 

وقال مراقبون سعوديون ” أن اللقاء الأول من نوعه بين ولي العهد السعودي الذي يعتبر القائد الأول لعمليات التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى اليمن مع قادة حزب التجمع اليمني للإصلاح له علاقة بتحريك المياة الراكدة في مسار الأزمة اليمنية بشقيها السياسي والعسكري الذي يسجل فيها حزب التجمع اليمني للإصلاح زاوية كبرى”.

 

الا ان مراقبون آخرون يرون ان هناك اسباب عديدة دفعت بن سلمان الى الجلوس مع قيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح “مرغماً عنه” وهي على الشكل التالي:

 

1-  كما يقال “عدو عدوي حليفي لو كان عدوي”، قام حزب التجمع اليمني للإصلاح بارسال اشارات عديدة في الاونة الاخيرة الى انصار الله من اجل تحقيق المصالحة بين الطرفين، ولكي يقطع بن سلمان الطريق على تحقيق المصالحة قام باستدعاء رئيس الحزب الاصلاح وتناقش معه بالموضوع.

 

2- الاستياء من الرئيس “عبدربه منصور هادي”، حيث مرّ على الازمة اليمنية اربع سنوات ولم يقدم هادي اي جديد على الساحة اليمنية، بل انه اصبح عبئاً كبيرا على السعودية. ويسعى بن سلمان الى الخروج من المستنقع اليمني عبر استبدال هادي برئيس جديد ومن المحتمل ان يلعب حزب التجمع اليمني للإصلاح دورا كبيراً في هذا الامر.

 

3- ازدياد منسوب الخلاف بين كل من السعودية والامارات، وكي يقطع بن سلمان الطريق على بن زايد ويكبح جماحه في الجنوب اليمني قام بدعوة قادة حزب التجمع اليمني للإصلاح العدو الرئيس للامارات في عدن كي يوجه له رسالة تحذير انه ” الامر لي” في اليمن.

 

4- يعد حزب التجمع اليمني للإصلاح محسوباً على الاخوان المسلمين، اي و بشكل غير مباشر على قطر، ويحاول بن سلمان جاهداً الى تحجيم دور قطر في كل الاقطار الدولية وخصوصاً في ازمات شرق الاوسط واليمن، وبانضمام حزب التجمع اليمني للإصلاح مجدداً الى خريطة التحالفات السعودية الجديدة تكون يد قطر قد انقطعت في اليمن.

 

ومن ناحية أخرى، يقول محللون مقربون من حزب التجمع اليمني للإصلاح، ان هناك معلومات وردت عن قيادة الحزب مفادها ان  الحزام الامني المحسوب على الامارات قد ينفذ موجة اعتقالات جديدة في الجنوب اليمني، وذلك على غرار الأحداث الأخيرة في مدينة عدن حيث تم اقتحام أكثر من مقر للحزب واختطاف أبرز قياداته واستبعاد الحزب من أي ممارسة سياسية في المحافظات.

 

“مجتهد” يكشف سر لقاء بن سلمان مع حزب الاصلاح اليمني

 

وفي سياق متصل، كشف المغرد السعودي المعروف “مجتهد” على حسابه تويتر سر هذا اللقاء الغريب بين بن سلمان وقيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح في هذا التوقيت بالذات. وقال مجتهد ان ولي عهد السعودية اضطر مرغماً عن نفسه الى استقبال زعماء حزب التجمع اليمني للإصلاح.

 

وكشف مجتهد أن بن سلمان خائف من توسع حزب التجمع اليمني للإصلاح وذلك بعد أن حقق مكاسب كبيرة داخل اليمن حين أوقف تنسيقه مع السعودية، مبيناً أن قيادة حزب الاصلاح “أوقفت تنسيقها مع المملكةلاكتشافهم أن التنسيق لم ينفعهم بل أضعفهم وجعلهم عرضة لغدر الإمارات”.

 

وأكد مجتهد أن “القيادات الميدانية gحزب التجمع اليمني للإصلاح قررت التصرف دون الرجوع للقيادة السياسية بعد أن تملكها غضب شديد نتيجة الاغتيالات والاعتقالات التي شنتها القوات الموالية للإمارات في الجنوب، فقررت المبادرة بقلب الطاولة على السعودية والإمارات دون استئذان القيادة السياسية المحتجزة في السعودية”.

 

في المحصلة يمكن القول ان بن سلمان يسعى في تحالفاته الجديدة الى خلق مشهد جديد على الساحة الاقليمية والدولية وخصوصاً في اليمن، وان كان على حساب بيع حلفاء او عقد تحالفات جديدة، فهل نشهد في الايام المقبلة انفراط عقد تحالف السعودية والامارات في اليمن؟ وهل سنرى محمد بن زايد تحت الاقامة الجبرية في السعودية؟

المصدر : موقع الوقت .

مقالات ذات صلة