كذبة (نحارب الحوثيين)!!

متابعات | 16 يناير | مأرب برس :

بقلم / زيد البعوة :

أكبر كذبة عندما يقال في وسائل إعلام العدوان والمرتزِقة هي (نحن نحارب الحوثيين)!.

لماذا تحاربون الحوثيين؟ وما هو ذنبُ المدنيين الذين قتلتموهم في كُلّ المحافظات وهم ليسوا حوثيين؟ ولماذا تدمرون البُنية التحتية لليمن بشكل عام وهي ملك للجميع وليست للحوثيين؟ ولماذا تحاصرون اليمن اقتصادياً وسكانه ليسوا كلهم حوثيين؟ ولماذا تحتلون جزيرة سقطرى والجنوب رغم أنه لا يوجد هناك حوثيون؟!.

أولاً شرفٌ كبيرٌ لأنصار الله “الحوثيين” أن يكونوا في حرب مع أمريكا وآل سعود وكل طواغيت ومجرمي الأرض، ولكن الحقيقة تقول:-

نحارب من أجل سواد عيون أمريكا ومن أجل مصالحها نحارب من أجل المال السعودي، نحارب من أجل بعض الوعود الكاذبة التي وعدتنا بها الإمارات، نحارب ضد شعبنا وضد وطننا وضد حريتنا واستقلالنا مقابل بعض المال الرخيص والمناصب الوهمية، نحارب لأننا أصبحنا بلا قيم وبلا مبادئ وبلا أخلاق وبلا ضمير، نحارب رغم أن حربنا لمصلحة عدونا وليست لنا أية فائدة سوى الذل والهوان.. هذا هو لسان حال مرتزقة العدوان.

إنَّ ما يجري هو عدوانٌ سعودي أمريكي يستهدف اليمن بشكل عام، لا حوثيين ولا مؤتمريين ولا غيرهم، هذا عدوان يستهدف الوطن، ويسعى لاحتلال اليمن ونهب ثروته واستعباد أهله وجعلهم تحت الوصاية الدولية.

ترويج وسائل إعلام العدوان وَقولها إن العدوان على اليمن هو حرب على الحوثيين، هذه قمةُ الاستخفاف بعقول الناس وقمة الحرب الإعلامية والنفسية الموجّهة ضد المواطن اليمني وتضليل للرأي العام العالمي..

ألم يكن عنوان عدوانهم منذ البداية هو إعَادَة ما يسمى بالشرعية؟ لكن اليوم نسمع عناوينَ أخرى بعد أن أصبحت الشرعية مجرَّد شماعة ومبرر لاستمرار العدوان والحصار.

اليومَ يصوّرون العدوانَ الخارجي على اليمن على أنه صراعٌ داخلي بين اليمنيين، بين مرتزقة المؤتمر والحوثيين، والإصلاح والحوثيين ودول العدوان بقيادة أمريكا وآل سعود تقفُ إلى جنب المرتزقة ضد الحوثيين وضد إيران كما يقولون منذ البداية..

صحيحٌ أن أنصارَ الله الحوثيين هم أبرزُ المكونات، الذين قدموا التضحيات ولا يزالون، ولهم الشرفُ الكبير في الجهاد في سبيل الله في مواجهة العدوان والدفاع عن الوطن والشعب..

وصحيحٌ أن أكثر ما يقلق العدوان من البيت الأبيض إلى الكنيست الصهيوني إلى قصور ملوك الخليج هي الثقافة القرآنية التي يحملها أنصارُ الله، ثقافة الجهاد والاستشهاد ووقوفهم في وجه المشروع الأمريكي وسعيهم للحرية والاستقلال ومواقفهم الإيجابية تجاه قضايا الأمة الإسلامية..

ولكن العدوان ليس فقط ضد الحوثيين، وجرائمُ العدوان التي لم تفرّق بين سُني أَوْ شيعي أَوْ حوثي أَوْ إصلاحي أَوْ مؤتمري أكبر دليل..

وكذلك احتلال العدوان لسقطرى وميون التي لا يوجد فيها أي حوثي أكبرُ دليل على أن العدوان استعمارٌ واحتلال وسيطرة ونهب ثروات..

كذلك الجنوب بشكل عام يرزَحُ تحت الاحتلال ولا وجود لأي حوثي هناك، ومع ذلك الإمارات والسعودية هي من تأمر وتنهى وتتحكم في الشؤون الاقتصادية والأمنية والعسكرية هناك..

وكثيرٌ من الأدلة والبراهين أن العدوان ليس ضد الحوثيين، كما تصوره الاستخبارات التابعة للعدوان ووسائل إعلامهم، فالعدوان هو ضد الشعب اليمني بشكل عام ويهدف إلى استعمار اليمن استعمار سياسي وعسكري واقتصادي..

ولو افترضنا مجرَّدَ افتراض أن الحوثيين قرّروا التحالف مع دول العدوان وفتحوا لهم المجال لاحتلال اليمن ونهب ثرواته والقبول بالوصاية والعبودية لأمريكا وآل سعود حينها هل سيرحل العدوان أم أنه سيبقى يمارس مهامه الاستعمارية ضد الجميع حوثيين وإصلاحيين ومؤتمريين وغيرهم ولن يرحم أحداً..

بل إننا حينها سوف نسمَعُ حديثَ أولئك المرتزقة العملاء يقولون إن الحوثيين سلّموا اليمنَ لدول العدوان على طبق من ذهب وخانوا الشعب.. على الرغم أنهم كانوا في صف العدوان في حربهم التي أطلقوا عليها اسم حرب ضد الحوثيين..

لقد أثبتوا بهذا العنوان أن الحوثيين هم الوطن وهم الحرية والاستقلال والوطنية والشعب والجهاد والصمود والتضحيات والصدق، وغيرهم من الخونة مجرَّد عبيد مرتزقة عملاء محتلين مستعمرين طواغيت.

مقالات ذات صلة