كيف يتم تطوير الصواريخ في ايران؟ .. اسلحة الطائرت المسيرة نموذجا

متابعات | 13 مارس | مأرب برس :

كشفت القوات المسلّحة الإيرانية في الأسابيع الأخيرة عن أسلحة جديدة امتلكتها وهي أسلحة نوعية وذات أهمية، ومن بين هذه الأسلحة قنبلة قائم الذكية دقيقة الاستهداف وذلك أثناء تسليم طائرات من دون طيار من طراز مهاجر -6 (طائرات تجسسية وقتالية) إلى القوات البرية لحرس الثورة الإسلامية.

وقد تم عرض قنبلة قائم بنوعين مختلفين واحدة مزودة بنظام بحث وتتبع مرئي (رؤية نهارية) والتي تعرف أيضاً بنظام التتبع التلفزيوني، وواحدة مزودة بنظام البحث الحراري والذي يستخدم برنامجاً لمعالجة الصور مع إمكانية الإقفال على الهدف وتوجيه القنابل والصواريخ نحوه، ويمكن القول إن هذا السلاح يدخل في إطار الأسلحة المسماة بـ “اطلق وانسى”.

  ومع ازدياد دقة استهداف الأسلحة التي تطلق من الجو ازدادت الرغبة لتطوير أسلحة خفيفة وصغيرة تناسب الطائرات من دون طيار، وكان حرس الثورة قد كشف في وقت سابق عن عائلة قنابل وصواريخ “سديد” وكذلك القنبلة 342 للاستخدام في طائرات من دون طيار والمروحيات القتالية الخفيفة مثل مروحية شاهد 285 .

 وتعتبر قنبلة 342 سلاحاً يلقى من الجو وتزن 18 كيلوغراماً مع نظام بحث مرئي كما تستخدم قنابل وصواريخ “سديد” نظامين للبحث عن الأهداف، واحد للرؤية النهارية وآخر نظام حراري يعطي السلاح قابلية “اطلق وانسى”.

وتستطيع قنابل “سديد” ضرب أهداف ثابتة ومتحركة في كل الأحوال الجوية (مزودة بنظام بحث حراري) وهي تزن 34 كيلوغراماً وطولها 1630 ملم وقطرها 152 ملم ورأسها الحربي انشطاري ودائرة تدميرها 30 متراً وهامش الخطأ في هذه القنبلة هي 2.5 متر (نظام بحث ليزري) و2.5 متر (نظام بحث حراري) و 5 أمتار (نظام بحث تصويري).

طائرة صاعقة من دون طيار وهي تحمل قنابل 342 ذات نظام تتبع حراري

ويعتبر نظام توجيه “ما دون الحمراء” أحد التقنيات المستخدمة في الجيل الثالث لأنظمة التوجيه في الصواريخ المضادة للدروع أي التوجيه حسب نظام “أطلق – إنسى” ، وهذا النظام يستخدم في صواريخ هلفاير وجافلين وهي صواريخ من الجيل الثالث، إن أنظمة التتبع الالكتروبصرية وخاصة فئة “ما دون الحمراء” الصورية ترصد الهدف وتقفل عليه دون بث أي ذبذبات وهي قادرة على تتبع المدرعات والأهداف البحرية من جميع الزوايا، وتستطيع مقاومة الحرب الالكترونية والخداع بشكل أفضل كما يعتبر أداؤها أفضل أيضاً أثناء الليل وفي الطقس غير الملائم قياساً مع أنظمة التتبع الحرارية الصورية.

 وتتمتع أنظمة الحرارة الصورية التي تصنع اليوم في العالم بالقدرة على اكتشاف الأجسام الطائرة من الجيل الخامس التي تفلت من الرادارات وخير مثال على ذلك قيام إيران باكتشاف وتتبع طائرة آركيو 170 الأمريكية المتطورة قبل إنزالها على الأرض.

رصدت طائرة آركيو 170 بواسطة أنظمة التتبع الحرارية الإيرانية في عام 2009

   خصائص قنبلة قائم المهمة

 تعتبر قنبلة قائم الإيرانية الصنع من القنابل التي تتمتع بأنظمة بحث حرارية صورية وهي قادرة على حذف الذبذبات الإضافية للأمواج ما دون الحمراء والتركيز فقط على الساطعة من الأهداف مع القدرة على تجاوز باقي المؤثرات الحرارية وغيرها ويتم تغليف رأس هذه القنبلة بمواد قادرة على مقاومة الأمواج المعادية أو الصادمة في السرعات العالية، وكان هذا التغليف قد استخدم سابقاً في صنع صواريخ إيرانية ذات نظام تتبع حراري صوري كصاروخ “ميثاق 3” وكذلك صاروخ “نصر بصير”.

        الرأس المتتبع لصاروخ نصربصير (اليمين) وميثاق 3 (اليسار)

  أما أنظمة الكشف والتتبع البصرية المصنوعة في داخل إيران فهي أنواع مختلفة ومنها جهاز تي – فالكون الذي يزن 1.36 كيلوغرام وقطره 150 ميليمتراً، ويستخدم هذ الجهاز في الطائرات من دون طيار ولديه القدرة على التركيز البصري بمقدار 26 ضعفاً.

 ومن النماذج الأخرى المستخدمة في طائرات من دون طيار يمكن الإشارة إلى اس تي 113 آر يو وهو جهاز تتبع نهاري يرصد الهدف ويقفل عليه ويرسل الإشارات التوجيهية إلى القنبلة أو الصاروخ حتى لحظة إصابة الهدف، ويستطيع هذا الجهاز القيام بالبحث عن الأهداف ورصدها وتشخيصها بشكل ذكي بعد إطلاقه من الجسم الطائر، ويستخدم هذا الجهاز بشكل خاص في الطائرات من دون طيار.

 جهازا التتبع آر يو 320 اس تي و آر يو 113 اس تي

أما النموذج الحراري من هذا الجهاز قد تم صنعه أيضاً تحت اسم اس تي 320 آر يو وهو من النوع الصوري الحراري وغير قابل للتبريد، وهذا الجهاز أيضاً يشبه نموذج الرؤية النهارية حيث يستطيع البحث عن الهدف وتشخيصه والإقفال عليه عبر تتبع الأمواج الحرارية الهدف، وقد طورت إيران هذا النموذج وجعلته مقاوماً للأنظمة الحرارية الخادعة مع تحسين أجهزة تشخيص الأهداف في هذا الجهاز.

 جهاز تتبع حراري من صنع إيراني

وهكذا يبدو أن إيران تنفذ برنامجاً لتحديث أجهزة وأنظمة البحث الليزرية الصورية والحرارية وقد نجح الخبراء الإيرانيون أيضاً في صنع أجهزة كشف مزودة بتقنية MEMS المستخدمة لأغراض خاصة.

وهناك أيضاً رادارات ذات أمواج قصيرة تستخدم في المروحيات ويمكن استخدامها مستقبلاً في الصواريخ المضادة للدروع، وربما تكون الخطوة القادمة للخبراء الإيرانيين، صنع أنظمة تتبع حرارية – صورية للصواريخ جو – جو قصيرة المدى التي تحتاجها الطائرات والمروحيات الإيرانية علماً بأن الصواريخ الموجودة حالياً وحتى صاروخ آر 73 الروسي تستخدم نظام التتبع الحراري العادي وليس الصوري في حال تعتبر الصواريخ الحديثة الأخرى مزودة بأنظمة التتبع الحرارية الصورية.

المصدر : موقع الوقت .

مقالات ذات صلة