حملة طرد الدبلوماسيين الروس متواصلة وموسكو تتوعد بالرد

تقارير | 29 مارس | مأرب برس :

قررت 14 دولة أوروبية بالإضافة لأمريكا وكندا وأستراليا، طرد عشرات الدبلوماسيين الروس ردّاً على تسميم الجاسوس الروسي السابق في بريطانيا، فيما توعدت موسكو بردٍ مناسبٍ على كل دولة.

القرار الأمريكي جاء بطرد 60 دبلوماسياً روسياً وتضمن إغلاق القنصلية الروسية في “سياتل”، ومنح الدبلوماسيين الروس المطرودين سبعة أيام لمغادرة الأراضي الأمريكية، ومن بين هؤلاء الدبلوماسيين 12 يعملون لدى الأمم المتحدة تقول واشنطن إنهم يمارسون أنشطة خارج نطاق مهامهم الرسمية فيما يمثل انتهاكاً لصلاحيات الإقامة في البلاد.

أما الخارجية الألمانية فقالت في بيان لها أنه تم طرد أربعة دبلوماسيين روس على خلفية “استمرار روسيا في عدم التعاون مع التحقيقات” البريطانية حول تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال (66 عاماً) وابنته يوليا (33 عاماً) في “سالزبري” جنوب غرب بريطانيا في الرابع من آذار/مارس.

كما قررت فرنسا وكندا طرد 4 دبلوماسيين روس في كل من البلدين، وأعطتهم كندا وفرنسا مهملة أسبوع واحد لمغادرة البلاد.

كذلك قررت بولندا طرد أربعة دبلوماسيين واستدعاء السفير الروسي في بولندا “تضامناً مع بريطانيا” حسب تصريحات وزير الخارجية ياتسيك تشابوتوفيتش، كما قال وزير الخارجية الليتواني ليناس لينكيفيسيوس إنه تم إبعاد 3 دبلوماسيين روس بسبب أنشطة لا تتلاءم” مع وضعهم الدبلوماسي.

كذلك قررت التشيك طرد 3 دبلوماسيين روس، بينما قررت الدنمارك وهولندا وإيطاليا وألبانيا واسبانيا وأستراليا طرد دبلوماسيين روسيين من كل بلد.

في حين قررت النرويج وفلندا والمجر ورومانيا والسويد ولاتفيا ومقدونيا واستوانيا طرد دبلوماسي روسي، وقالت تلك الدول إن عملية الطرد جاءت بعد التشاور مع “شركائنا وحلفائنا: الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو“.

كما أعلن حلف شمال الأطلسي “الناتو” طرد سبعة من الدبلوماسيين العاملين في البعثة الروسية في مقر الحلف ردّاً على محاولة تسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا، وأعلن الأمين العام للحلف، يانس شتولتنبيرغ، رفضه منح ثلاثة من الروس تصاريح للعمل في البعثة الروسية، وأرجع شتولتنبيرغ هذا الإجراء إلى “القلق الأمني” الذي يعتري الدول الأعضاء في الناتو بعد محاولة قتل سكريبال وابنته بمادة كيميائية سامة قبل 3 أسابيع في مدينة “سولزبيري”، شمالي انجلترا.

روسيا تتوعد

وفي رد سريع على عملية طرد الدبلوماسيين الروس اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن القرار “غير ودّي واستفزازي” وأكد أن بلاده ستردّ بشكل مناسب.

واتهمت الخارجية الروسية في بيان رسمي الدول التي اتخذت قرارات بإبعاد دبلوماسييها “باتباع” بريطانيا “بشكل أعمى، وأضاف البيان إن روسيا “لا علاقة لها بالهجوم على سكريبال متهمة بريطانيا “باتخاذ قرارات منحازة، كما أدانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قرار دول الاتحاد الأوروبي قائلة إن هذه الدول “تفسّر التضامن مع بريطانيا بشكل مختلف”، وأكدت موسكو أنها سترد بشكل “مناسب” على القرار الأمريكي.

ماي ترحب

من جانبها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمام مجلس العموم إنها تقدّر القرارات التي اتخذتها الدول الصديقة والحليفة، وقالت إن تلك أكبر عملية إبعاد جماعية لدبلوماسيين روس في التاريخ، واعتبرت ماي أن الخطوة رسالة قوية لروسيا بأن الغرب لن يتسامح مع “محاولاتها المتكررة لانتهاك القانون الدولي وعرقلة قيم الغرب“.

خلفية التوتر الدبلوماسي

 وكان الجاسوس البريطاني السابق سيرغي سكريبال البالغ من العمر 66 عاماً وابنته يوليا، 33 عاماً قد أصيبا بالإغماء، بعد تناولهما لمادة مشبوهة دُسّت في طعامهما ونقلا إلى إحدى المستشفيات يوم 5 مارس/ آذار 2018 وهما يرقدان حالياً في قسم العناية المركزة في المستشفى، وتسعى الشرطة البريطانية إلى معرفة طبيعة المادة المجهولة التي تناولها الشخصان.

 سكريبال هو عقيد سابق في المخابرات العسكرية الروسية جنّدته المخابرات البريطانية MI6. وكان قد حكم عليه بالسجن في بلاده لمدة 13 سنة بعد انكشاف أمره وإلقاء القبض عليه عام 2006، وأطلق سراح سكريبال في إطار أكبر صفقة تبادل جواسيس بين الغرب وروسيا منذ نهاية الحرب الباردة عام 2010 بعد أن أصدر الرئيس الروسي حينذاك ديميتري ميدفيديف عفواً عنه.

حوداث سابقة

يذكر أن هذا التوتر الدبلوماسي الأمريكي وتبعاته ليس الأول مع روسيا، ففي عام 1986، طرد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان 80 دبلوماسياً روسياً في فترة الحرب الباردة، وفي عام 2016 ، طردت إدارة أوباما 35 دبلوماسياً روسياً رداً على القرصنة المزعومة للحزب الديمقراطي الأمريكي وحملة هيلاري كلينتون خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016، وهي اتهامات نفتها موسكو، وقال مسؤولون أمريكيون كبار لوكالة أسوشيتد برس إن روسيا لديها ما يقدر بنحو 100 مسؤول مخابرات في مواقعها الدبلوماسية في الولايات المتحدة، وأشاروا إلى أن عشرات منهم لا يزالون في البلاد.

المصدر : موقع الوقت .

مقالات ذات صلة