صحيفة أمريكية: أمراء الخليج يتنافسون على ثروات اليمن

|| مأرب نت || 1 رجب 1447هـ

 

قالت صحيفة “ذا كريدل” الأمريكية إن تحت سقف الوحدة، يتنافس أمراء الخليج في صراع هادئ من أجل الهيمنة، مختبرين حدود الرقابة الأمريكية وإعادة تشكيل التحالفات وفقًا لشروطهم ومصالحهم الخاصة. فخلف قناع المجاملات والمصافحات الرسمية، تتصاعد حرب نفوذ صامتة بين الرياض وأبوظبي لتخرج تدريجيًا إلى العلن.

وأكدت الصحيفة في تقريرها أن ما بدأ قبل نحو تسع سنوات بصداقة شخصية بين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، يتحول اليوم إلى صراع على السيطرة وملء الفراغ الذي خلفه تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة. ومع ذلك، جاءت القمة السعودية – القطرية في 8 ديسمبر، في توقيت استثنائي وحسّاس، بالتزامن مع تطور الخلاف بين الرياض وأبوظبي في اليمن إلى مستوى أقرب للمواجهة المفتوحة، ولا سيما بعد رفض الإمارات سحب فصائلها من المناطق الحدودية التي تقدمت إليها مؤخرًا داخل نطاق النفوذ السعودي.

وأضافت الصحيفة أن الحديث عن تقارب سعودي–قطري مصمم لمواجهة النفوذ الإماراتي لا يزال مبكرًا، خاصة مع وجود تناقضات بين هذه الدول، مما يجعل أي حديث عن ثوابت في العلاقات الخليجية مجازفة. أن الدولتين الخليجيين اعتادوا على ما يسميه “لعبة الكراسي” في السياسة الإقليمية، حيث تتغير التحالفات بسرعة بحسب المصالح.

وذكرت الصحيفة أن المنافسة تجاوزت التوترات الدبلوماسية لتتحول إلى مناورة عسكرية على أرض المعركة. بدأت الإمارات تتوسع في السودان من خلال دعم قوات الدعم السريع، مستغلة الفراغ الأمني والسياسي، ما مثّل تهديدًا مباشرًا للمصالح السعودية في المنطقة. مع تزايد المخاطر، توجهت الرياض إلى واشنطن، وطلب بن سلمان من الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل لإنهاء الحرب.

ردّت الإمارات على هذا التحرك السعودي بطريقة غير مباشرة عبر اليمن، مستهدفة مناطق النفوذ السعودي، فسيطرت على محافظة حضرموت جنوب اليمن، ما شكّل تحولًا كبيرًا في خريطة النفوذ الجيو‑سياسي في البلاد.

وفي الوقت نفسه كان الرد السعودي بطيئًا نسبيًا ومحصورًا في محاولة تطويق التصعيد، من خلال إرسال وفد تفاوضي رفيع المستوى للضغط على المجلس الانتقالي ووقف توسع سيطرته، إلى جانب تعزيز مواقعها العسكرية لضمان النفوذ الاستراتيجي، لكن هذه الخطوات لم توقف التمدد الإماراتي الذي انتقل للسيطرة على محافظة المهرة، إلى جانب تعزيز وجوده في عدن وشبوة وبقية المحافظات الجنوبية.

ورأت الصحيفة أن اليمن أصبح ساحة صراع مباشر بين الحليفين: السعودية أعلنت تحالفًا ضد اليمن عام 2015، مستندة إلى دعم حكومة عدن كأداة للحفاظ على مصالحها الإقليمية وضمان السيطرة على الحدود، بينما دعمت الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي لتعزيز نفوذها على الموانئ الجنوبية، معتبرة حزب الإصلاح امتدادًا لجماعة الإخوان المسلمين وتهديدًا لأمنها الداخلي.

وأكدت الصحيفة أن هذا التباين يمثل جوهر الخلاف السعودي–الإماراتي: الإمارات تعتمد على النفوذ المباشر عبر الميليشيات والسيطرة على الموارد والموانئ الحيوية، بينما السعودية تستخدم الحكومات الضعيفة والوساطة السياسية كأدوات نفوذ استراتيجية لإدارة النزاعات وضبط المعادلات الإقليمية، دون الانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع الحليف الإماراتي.

وفي ذات السياق، تشير وثائق ويكيليكس إلى عمق التوتر بين الرجلين رغم التحالف الظاهري. ففي تشرين الأول/أكتوبر 2009، أظهرت برقية من السفارة الأميركية في أبوظبي أن الإمارات تعتبر السعودية في الخفاء أكبر تهديد أمني بعد إيران، رغم العلاقات الرسمية الوثيقة.

 

ومع صعود بن سلمان، أبدت أبوظبي تحفظاتها على سياساته، فوصفت وثيقة إماراتية سرية في آب/أغسطس 2019 قيادته بأنها فاشلة ومتهورة وسلطوية، لا سيما إدارته للحرب في اليمن، فيما أظهرت وثائق مخاوف بن زايد من تأثير سياسات السعودية على الاستقرار الإقليمي، وكشفت خوفه من الوهابية وتأثيراتها الداخلية والخارجية المحتملة.

لقد جاءت التوترات أحيانًا على الملأ، إذ أوردت تقارير أن بن سلمان هدد في كانون الأول/ديسمبر 2022 بفرض حصار على الإمارات مشابه لحصار قطر.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى