1500 عيبًا في مفاعل ديمونا النوويّ الإسرائيليّ وأحد مؤسسيه يُحذِّر من كارثة “تشيرنوبيل”

يُثير الكشف عن عيوب في مفاعل ديمونا، جنوب كيان الاحتلال، وأقدم المفاعل النوويّة في إسرائيل، يُثير مخاوف متزايدة حول سلامته وتساؤلات حول مصيره ومعضلة حول السريّة التي تحيط بها الدولة العبرية ترسانة أسلحتها النووية. وتُعَدّ إسرائيل القوة النوويّة الوحيدة في الشرق الأوسط، لكنها ترفض تأكيد أوْ نفي امتلاكها أسلحةً نوويّةً، بحسب المصادر الرسميّة في الكيان.
وأوردت صحيفة “هآرتس” العبريّة أخيرًا أنّ دراسة حديثة كشفت وجود 1,537 عيبًا في أسس الألمنيوم في مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب بجنوب إسرائيل. وأفاد التقرير، أنّ العيوب التي عثر عليها في المفاعل، الذي يقال إنّه يتم تطوير الأسلحة النووية داخله، لا تعتبر خطيرةً، وأنّ خطر حدوث تسريبًا نوويًّا محدود للغاية.
ومع ذلك، تزايدت الدعوات للحصول على ضمانات جديدة، وحتى إقامة مركز بحثي جديد، ما قد يضع اسرائيل أمام منعطف لاتخاذ قرار إنْ كانت ستعترف للمرّة الأولى بحيازتها أسلحة نووية. وقدّر معهد العلوم والأمن الدوليّ ومقره الولايات المتحدة في عام 2015 أنّ إسرائيل تملك 115 رأسًا نوويًا. وترفض إسرائيل بشدّةٍ امتلاك دولٍ أخرى في المنطقة سلاحًا نوويًا.
إلى ذلك، حذّر أحد العلماء الذين شاركوا في إقامة مفاعل “ديمونا” النووي الإسرائيليّ، وهو عوزي إيفن، من وقوع كارثةٍ شبيهةٍ بما حصل إثر انفجار مفاعل “تشيرنوبيل” في روسيا سنة 1986، بسبب طريقة بنائه وتراكم نفاياته الخطيرة، والتعامل الكاذب من المسؤولين في الحديث عن الموضوع.
وجاءت تحذيرات إيفن، في أعقاب بث المسلسل التلفزيوني عن كارثة المفاعل النووي السوفيتي، الذي يُبيِّن أنّ القيادة خدعت الجمهور، ولم تقُل الحقيقة حول الأخطار، فكانت النتيجة أنّ 36 شخصًا قتلوا و2000 شخص أصيبوا، ومئات الألوف يعيشون مع أمراض وظواهر صحية خطيرة.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، أعرب ايفين الذي شارك في تأسيس المفاعل، عن قلقه إزّاء سلامة الموقع، وهو يقود منذ عشر سنوات حملةً لإغلاقه، من دون أيّ جدوى حتى الآن، بحسب قوله، مؤكّدًا ضرورة إغلاق المفاعل لأسبابٍ أمنيةٍ قائلاً: هذا المفاعل يُعّد واحدًا من أقدم المفاعلات العاملة في العالم، على حدّ تعبيره.
ولم يستبعِد إيفن إمكانية حدوث تسّرب إشعاعات نوويّة منه، لكنّها ستكون محدودة. وقال إيفن، للإذاعة العبريّة إنّ مفاعل ديمونا حقق غايته ولم تعد هناك حاجة له. وأضاف أنّه حذّر قبل وقتٍ طويلٍ من استمرار العمل المفاعل، الذي أقيم قبل 55 عامًا، مشيرًا إلى أنّ مفاعل ديمونا هو على ما يبدو الأقدم من نوعه في العالم، وأنّ مفاعلات نووية في عمره أغلقت منذ سنين وفقا لمواصفات أمنيّةٍ دوليّةٍ.
وذكر إيفن أنّ مفاعل ديمونا صغير قياسًا بمفاعلات نوويّةٍ تسّربت منها إشعاعات نووية، مثل مفاعل “تشيرنوبيل” في أوكرانيا ومفاعل فوكوشيما اليابانيّ، واعتبر أنّه حتى في حال تسّرب إشعاعات نوويّة من مفاعل ديمونا فإنّه هذا سيكون تسربًا محدودًا، إلّا أنّه شدّدّ على أنّه لا توجد أيّة جدوى بالمخاطرة، وكشفت دراسة أجراها علماء من المفاعل النّوويّ الإسرائيليّ في ديمونا، وجود 1537 خللاً في قلب المفاعل، رُصِدت بواسطة التّصوير بالموجات فوق الصّوتيّة – أولتراساوند.
ولفت ايفين إلى أنّ هناك العديد من الأسباب السياسيّة التي تساهم في إبقاء المفاعل النووي مفتوحًا، منها عدم الرغبة بتعريض آلاف الوظائف للخطر، كما أنّ بناء مفاعل جديد قد يعني أنّ على إسرائيل الإعلان رسميًا عن قدراتها النووية، لافِتًا في الوقت عينه إلى أنّه لا يعتقِد بوجود القدرة لدى إسرائيل على بناء مفاعل نوويٍّ جديدٍ، ولن يقوم أحدٌ ببيعها المفاعل قبل التوقيع على اتفاقية عدم انتشار الأسلحة، طبقًا لأقواله.
على صلةٍ بما سلف، دعت النائبة ميخال روزين من حزب “ميرتس”، المحسوب على ما يُسّمى باليسار الصهيونيّ، إلى تغييرٍ جذريٍّ في السياسة الإسرائيليّة بسبب المخاوف حول السلامة، وكتبت روزين في رسالة إلى لجنتي الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيليّ أنّ المفاعل النووي لا يخضع لأيّ إشرافٍ سوى من الجسم الذي يديره، لجنة الطاقة الذرية الإسرائيليّة، مُضيفةً: لسنا بحاجةٍ لانتظار وقوع كارثة لإحداث تغييرٍ، على حدّ قولها.
وأكّدت لجنة الطاقة الذرية الإسرائيليّة من جهتها في بيانٍ على أنّ تل أبيب تملك أعلى المعايير الدوليّة للأمن والسلامة، مؤكّدةً أنّ هناك إمكانية لاستمرار المفاعلات النوويّة بالعمل لفترة أطول بكثير من أربعين عامًا، كما جاء في ردّها الرسميّ.

*راي اليوم

مقالات ذات صلة