مأرب.. مقدمات صراع مراكز النفوذ!

تقارير | 4 يونيو | مأرب برس :

فايز الأشول “العربي” :

منذ فك إرتباطها بالبنك المركزي في صنعاء، وكذا البنك المركزي في عدن في العام 2016، تعيش محافظة مأرب مرحلة إستقلال مالي وإداري، وتقدم نفسها كواحة للإستقرار والنهوض الإقتصادي وسط محيط مضطرب. إزدحام سكاني وتوسع عمراني في كل الإتجاهات قي مدينة مأرب، ووضع أحجار أساس لـ«جامعة سبأ»، و«قناة سبأ»، و«مطار إقليمي»…
هذه الصورة الظاهرة والمغرية للمستثمرين، خاصة مع الفنادق والإستراحات والمطاعم التي تزينها الأضواء وتكتظ بقواعد حزب «الإصلاح» القادمين من شمال الشمال، تخفي وراءها غضب مكتوم وسخط وتذمر من إستحواذ محافظ المحافظة سلطان العرادة، ومن خلفه حزب «الإصلاح» على الثروات والوظائف. كما يتشكل بين رمالها مقدمات صراع بين مراكز النفوذ القبلي في مأرب على السلطة وإيرادات النفط والغاز.
وزير النفط السابق في حكومة «الإنقاذ الوطني»، والقيادي في حزب «المؤتمر الشعبي العام»، ونجل شيخ قبيلة عبيدة، ذياب بن معيلي، وجه مساء الجمعة الماضية، أول رسالة إعتراض على إنفراد المحافظ العرادة بالسلطة في مأرب، وقال في تغريدة في صفحته على «تويتر»: «لا بد من تصحيح الأداء، ووضع سلطة الأمر الواقع في مأرب، والمشاركة المجتمعية، من خلال تفعيل المجالس المحلية وعدم الإنفراد بالسلطة، وتشكيل لجان من الحكومة والسلطات الرقابية المختصة لمعرفة مصير إيرادات ثروة مأرب النفطية الهائلة والمهدورة».
بوادر فتنة
هذه التغريدة لذياب بن معيلي، العائد الى مسقط رأسه في وادي عبيدة الأسبوع الماضي، بعد زيارة دامت أسابيع، وشملت أبوظبي والرياض والقاهرة، قوبلت بهجوم مضاد من قبل المقربين من المحافظ العرادة، وناشطي حزب «الإصلاح»، الذين فتحوا ماضي بن معيلي ووقوفه إلى جانب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، و«أنصار الله»، ضد «الشرعية» ومحافظة مأرب في السنوات الثلاث الماضية، وطالبوه بالتزام الصمت في مأرب.
الشيخ عبدالقوي التام، قال لـ«العربي»: «لا ننكر جهود الأخ المحافظ سلطان العرادة والإنجازات والمشاريع التي تحققت في مأرب منذ توليه شؤون المحافظة، ولكن ما أفصح عنه الشيخ ذياب بن معيلي، ينبغي تقبله برحابة صدر بما يجنب مأرب صراع مستقبلي»، مضيفاً أن «حزب الإصلاح لا يهمه إستقرار محافظة مأرب بقدر ما يهمه الدفاع عن مصالحه». وحذر التام، من «بوادر فتنة بين أبناء المحافظة». وأضاف أن «ما حدث الشهر الماضي من إشتباكات بين مسلحين من وادي عبيدة وقوات الأمن، سببه تنفيذ قائد الشرطة العسكرية، العميد عبدالغني شعلان، لرغبات حزب الإصلاح، ونحن بدورنا نناشد الأخ المحافظ بإعادة هوية مأرب المستلبة من قبل الوافدين من خارج المحافظة، وكذا المساواة في توزيع الثروة والوظائف العامة بين أبناء مأرب».
القبيلة والحزب
ينتمي العرادة وبن معيلي إلى قبيلة عبيدة، ويحظى الأول بمساندة حزب «الإصلاح»، والفريق علي محسن، وينتهج سياسة تصالحية مع الإمارات والسعودية، فيما يحاول بن معيلي إستعادة نفوذه في مأرب والتطلّع لتقاسم السلطة مع العرادة مسنوداً بالقبيلة وقواعد حزب «المؤتمر» في المحافظة، واستقطاب المشائخ القبليين المتذمرين من سطوة حزب «الإصلاح» وانفراد العرادة بالقرار.
مصادر محلية قالت لـ«العربي»، إن «العرادة يخشى الصدام مع بن معيلي، وأن الأخير كان يزور محافظة مأرب وهو في منصب وزير النفط في حكومة «الإنقاذ» في صنعاء، من دون إعتراض من قبل السلطة المحلية والأجهزة الأمنية التابعة للشرعية»، مضيفة أن ذياب بن معيلي يرتبط بعلاقة شخصية وطيدة مع العميد أحمد علي عبدالله صالح، وخلال الأيام الماضية دفع بالعشرات من المسلحين من قبيلته إلى الساحل الغربي للقتال مع العميد طارق محمد عبدالله صالح».
بدعم سعودي
اللافت أن تغريدة بن معيلي، جاءت عقب زيارة السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، إلى مأرب، والتي أعلن خلالها إطلاق برنامج إعادة الإعمار في المحافظة ووضع حجر الأساس لتنفيذ مطار إقليمي.
قيادي في حزب «الإصلاح» بمأرب، طلب عدم الإفصاح عن إسمه، قال لـ«العربي»، إن «محافظة مأرب لم يجتاحها الحوثيين بإستثناء مديرية صرواح، وحديث السفير السعودي عن إعادة إعمار مأرب وتنفيذ مطار إقليمي وليس دولي يبعث على الشك والريبة»، مضيفاً أن «الإمارات، وخلال 3 سنوات فشلت في إختراق محافظة مأرب لتنفيذ أجندتها، واليوم تبين أن السعودية لا تختلف في سياستها وأهدافها عن الإمارات، ولا أستبعد أن زيارة السفير السعودي مقدمة لتنفيذ ما عجزت عنه أبوظبي، كما أن مطالبة بن معيلي بتصحيح وضع السلطة المحلية ومصير ايرادات النفط والغاز تأتي في هذا السياق، خاصة وأن بن معيلي زار أخيراً الرياض والتقى السفير آل جابر، ويحظى والده الشيخ محسن بن معيلي، بمعاملة ومكانة خاصة لدى الملك سلمان بن عبدالعزيز».

مقالات ذات صلة