“رايتس ووتش”: السلطات الإماراتية تحتجز 8 لبنانيين في مكان مجهول

وكالات | 25 مارس | مأرب برس :

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، اليوم الاثنين، إن “السلطات الإماراتية تحتجز 8 مواطنين لبنانيين منذ أكثر من سنة في مكان مجهول، بدون توجيه أي تهمة وفي ظل سوء المعاملة والحرمان من الإجراءات القانونية اللازمة.

وقال أقارب المتهمين لـ هيومن رايتس ووتش ان “هؤلاء، الذين يواجهون تهما متعلقة بالإرهاب، وُضعوا في الحبس الانفرادي لفترات طويلة ومُنعوا من التواصل مع أُسرهم، أو الحصول على المساعدة القانونية، أو الاطلاع على الأدلة ضدهم”.

وقال إن “3 منهم على الأقل أجبرتهم القوى الأمنية على توقيع مستندات وهم معصوبو الأعين، في حين قال آخر إنهم أجبروه على توقيع ورقة بيضاء”.

قالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة: “يُظهر تعامل السلطات الإماراتية مع هؤلاء الرجال عدم نيتها إصلاح أجهزتها الأمنية الفاسدة، فهم يستحقون، على الأقل، معاملة إنسانية ومحاكمة عادلة”.

وأضافت ويستن: “لطالما استخدمت الإمارات شبح الإرهاب لتبرير غياب أي احترام للقوانين. عدم احترام حق المتهمين في محاكمة عادلة يعني أن السلطات الإماراتية قررت النتيجة مسبقا”.

ووفقا للمنظمة يعيش هؤلاء الرجال – وجميعهم مسلمون شيعة – في الإمارات ويعملون هناك منذ أكثر من 15 عاما، 7 منهم يعملون لدى “طيران الإمارات” كمضيفين، أو مشرفين على المضيفين، أو مديرين كبار، وقال أقاربهم إن ليس لأي منهم أي انتساب سياسي معروف.

قال أحد الأقارب إن قوات “أمن الدولة” اعتقلت أحد المتهمين بين ديسمبر 2017 ويناير 2018، 3 في 15 يناير و4 في 18 فبراير وتستمر في احتجازهم في الحبس الانفرادي بدون حق الوصول إلى المساعدة القانونية.

وقال بعض أقارب المتهمين إن 7 من هؤلاء لم يتمكنوا من مقابلة محامين بعد، في حين يقبع 6 منهم في الحبس الانفرادي. وقال أقارب حضروا الجلسة إن جميع المتهمين ينكرون التهم الموجهة إليهم.

أبدى بعض الأقارب قلقهم من إساءة معاملة المتهمين، حيث قال أحدهم عن واحد من المتهمين: “كانت جميع أسنانه مكسرة وبدت أذنه مشوهة.

وأضاف، قال لي إن ذلك بسبب ضربه على وجهه، وأنه بعد أن أغمي عليه في إحدى المرات، استمروا بركله، ومُنع من النوم أو الجلوس 5 أيام، كان مكبلا ومعصوب العينين، حتى الآن تُعصب عيناه لدى مغادرة الزنزانة”.

وقال أقارب 3 من المتهمين إن هؤلاء خسروا كثيرا من وزنهم، وبدَوا ضعفاء وخائفين وشاحبين، قال أحد المتهمين لأسرته إنه تعرض للإيذاء النفسي، ونقل عنه أحد أقاربه: “قال لنا إننا أول أشخاص يراهم منذ اعتقاله”، في حين قال آخر لأسرته إنه لم يرَ الشمس منذ أكثر من عام.

وقال بعض الأقارب إن أحد المتهمين أبلغ المحكمة أنه أُجبر على التوقيع على مستند بينما كان مكبلا ومعصوب العينين، في حين قال آخرون إنهم تلقوا معاملة ظالمة. ولكن القاضي، كما بدا، رفع الجلسة بدون أن يعِد بالتحقيق في هذه الادعاءات.

وكانت هيومن رايتس ووتش قد وثّقت ادعاءات خطيرة عن انتهاك سلامة الإجراءات والمحاكمة العادلة في الإمارات، تحديدا في قضايا متعلقة بأمن الدولة. ومنها ادعاءات عن التعذيب وسوء المعاملة في مراكز أمن الدولة.

ويؤكد تقرير المقررة الأممية الخاصة المعنية باستقلال القضاة والمحامين، الصادر في مايو 2015 بشأن الإمارات، نمط الانتهاكات المنهجية في معالجة قضايا أمن الدولة. يشمل ذلك الحرمان من المساعدة القانونية خلال الاعتقال السري قبل المحاكمة، وقبول الاعترافات المنتزعة تحت التعذيب في إجراءات المحكمة.

وبين 2009 و2016، أفادت هيومن رايتس ووتش، بالإضافة إلى “دويتش فيله” ووسائل إعلامية أخرى، عن الترحيل التعسفي لمئات اللبنانيين من الإمارات بدون احترام سلامة الإجراءات أو توفير أي فرصة للانتصاف.

 وفي بعض الحالات، رفضت السلطات الإماراتية تقديم أي تبرير للترحيل، وفي حالات أخرى اتهمت المرحَّلين بإقامة صلات مع حزب الله وإيران.

مقالات ذات صلة