الشيخ ماهر حمود: اليمن يتحرك من أجل فلسطين رغم ظروفه القاسية

أكد رئيس اتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، اليوم الخميس، أن اليمن رغم ظروفه القاسية يتحرك من أجل فلسطين.

وقال الشيخ ماهر حمود في كلمة له عبر دائرة تلفزيونية من العاصمة اللبنانية بيروت خلال المؤتمر الموسع لعلماء اليمن بالعاصمة صنعاء الذي عقد تحت شعار (رفض صفقة ترامب وحرمة التطبيع مع العدو الصهيوني): رغم ظروفكم القاسية في اليمن تتحركون من أجل فلسطين ومن أجل العراق ومن أجل الأمة أكثر من الآخرين.

وأدان ما يسمى صفقةٌ القرن، مؤكدا أنه لا يمكن أن تنفذ وهي من طرف واحد، وهي لإخراج ترامب ونتنياهو من مأزقهم الداخلية.

وأضاف لنتوقف كثيراً عند تفاصيل هذه الصفقة كما تسمى لأنها ليست قابلة للتطبيق لأن الفلسطينيين جميعاً ضد هذه الصفقة الخيانية الخيالية الكاذبة.

وتابع: نقول لهؤلاء المطبعين على جميع المستويات سيأتي فتح الله أو أمرٌ من عنده فستصبحون قريباً نادمين على ما تسارعون به من أجل إرضاء اليهود والنصارى.

كما أدان الشيخ ماهر حمود الذين يرتدون ثياب العلماء من أجل تزوير الدين، مشيرا إلى ذهاب رئيس ما يسمى رابطة العالم الإسلامي إلى بولندا ليعتذر لليهود وهو الذي لم يطلب يوما من اليهود أن يعتذروا من الجرائم التي ارتكبها اليهود بحق الشعب الفلسطيني، مضيفا نقول له هذه الصفقة الخاسرة ستودي بك إلى نار جهنم إلا أن تتوب.

وقال: المطبعون والبائعون والخائنون والمتاجرون في الدين سيلقيهم رب العزة والمسلمون في مزبلة التاريخ، مضيفا ليبقى المنافقون على غيهم وجهلهم، ولنبق على مقاومتنا وعلمنا حتى يأتي وعد الله، فيندم النادمون ويفرح المؤمنون بنصر الله.

وانطلق بالعاصمة صنعاء المؤتمر الموسع لعلماء اليمن بعنوان (رفض صفقة ترامب وحرمة التطبيع مع العدو الصهيوني) بمشاركة عدد من العلماء من عدد من البلدان العربية الذين شاركوا بكلمات عبر دائرة تلفزيونية.
نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد الأنام محمد وآله وصحبه أجمعين.
سماحة العلامة الشيخ شمس الدين شرف الدين.
الأخوة الكرام في مؤتمر علماء اليمن
أيها الأحبة الذين رغم ظروفكم القاسية تتحركون من أجل فلسطين ومن أجل العراق ومن أجل الأمة أكثر من الآخرين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صفقة القرن أصلاً اسمها خطأ، الصفقة تكون بين طرفين والذي أعلنها طرفٌ واحد الأمريكي الصهيوني، هي صفقةٌ مدانة من جهة، خاطئة من جهة، كاذبة من جهة، ومن الجهة الأخرى لا يمكن أن تنفذ، هي فقط من أجل إخراج ترامب من مأزقه الداخلي، وإخراج نتنياهو من مأزقه الداخلي أيضاً.
لنتوقف كثيراً عند تفاصيل هذه الصفقة كما تسمى لأنها ليست قابلة للتطبيق لأن الفلسطينيين جميعاً من انخرط في أوسلو ومن أدانه، ومن تبنى المقاومة ومن صمت عنها أو أدانها، الجميع ضد هذه الصفقة الخيانية الخيالية الكاذبة.
لا نتوقف كثيراً ولكن نتوقف عند حركة التطبيع العربية الآثمة التي تلقي خلف ظهرها كل القيم، كل المبادئ، بل تلقي الإسلام نفسه.
وقد صدق فيهم قوله تعالى من سورة المائدة ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِين* وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِين﴾[المائدة:52، 53] ، نعم هذه الآيات جربناها وكانت شعاراً واجهنا به انتخاب بشير جُمَيِّل ومجيئه إلى الرئاسة اللبنانية على الدبابات الإسرائيلية وما هي إلا عشرون يوماً حتى قضى الله قضاءه فكانت الآية ناطقة ﴿ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ﴾ جاء الفتح سريعاً، ونحن نقول بإذن الله لهؤلاء المطبعين على جميع المستويات سيأتي فتح الله أو أمرٌ من عند الله فستصبحون قريباً نادمين على ما تسارعون به من أجل إرضاء اليهود والنصارى ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾[البقرة:120] وندين خاصة الذين يرتدون ثياب العلماء ويتحلون بألقاب توهم المستمع أنهم علماء رابطة العالم الإسلامي، إسمٌ برّاق، إسمٌ كبير، تنفق من خلاله الأموال، تبنى المساجد والنوادي والمراكز وتُعطى الهبات السخية لعلماء الدين من أجل تزوير الدين، عندما يذهب رئيس ما يسمى رابطة العالم الإسلامي أو أمين عام إلى بولندا، إلى أوشفتز من أجل أن يعتذر لليهود عن محرقة هتلر، ومن أجل أن يصلي كما زعموا لراحة أو يشارك اليهود في الصلاة على أنفسهم لراحة أنفسهم كما يزعمون، وهو لم يطلب بالمقابل أن يعتذر اليهود عن مذابحهم من دير ياسين إلى قانا وما بينهما وما سيأتي، وهي لائحة تطول .. لا نستطيع أن نسردها كلها، نقول له: هذه الصفقة الخاسرة ستودي بك إلى نار جهنم إلا أن تتوب، وستفضحك في الدنيا قبل الآخرة ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِين﴾[الأعراف:152] أنت مثلك كمن اتخذ العجل من دون الله تعالى، أنت مثلك كمن عبد الصنم من دون الله تعالى؛ لأنك تهمل، اقرأ القرآن أيها الجاهل، هذه المجازر اليهودية إنما هي جزءٌ من وعد الله تعالى وليس لنا يدٌ فيها أصلاً، نحن لم نأمر هتلر ولم يتشاور معنا ولا غير هتلر، ولا فردنان ولا سورليكان ولا فلان ولا فلان .. مجازر مستمرة كلها تحت عنوان رباني واحد ذكره الله في الآية 167 من سورة الأعراف ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيم﴾[الأعراف:167] ، طالما أن اليهودي لا يزال يتمنى ما كان عليه يهود موسى من اختراق السبت، من تزوير التوراة، من قتل الأنبياء، والسرور بقتلهم والترويج لقتلهم، من تشويه صورهم، فهذا زانٍ، وهذا قاتل، وهذا سارق، طالما أن اليهود لا يزالون على هذا المنوال دون أن يتوبوا إلى الله تعالى فسيبقى هنالك من يعذبهم ومن يقتلهم بحقٍ أو بغير حق بغض النظر؛ لأن هذه مجزرة كتبها الله على اليهود حتى يتوبوا، ﴿إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللهِ﴾ وهي التوبة، ﴿وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ﴾ يعني أن تتضافر جهود الناس لرفع هذا الذل عنهم، وهذا ما يحصل في فلسطين الآن، وسينتهي حبل الناس وحبل الله لم يمدّ لهم أصلاً، ليأتي اليوم القريب بإذن الله تعالى ﴿وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ

وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا﴾[الإسراء:7] ، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون * بِنَصْرِ اللهِ﴾[الروم:4، 5] أما المطبعون، وأما البائعون، وأما الخائنون، وأما المتاجرون في الدين فسيلقيهم رب العزة والمسلمون في مزبلة التاريخ.
إلى لقاء آخر وقد انتصر اليمن وحقق ما يريد، إلى لقاء آخر وقد انتصرت فلسطين وتوحدت الأمة، وتطهر العراق وتغير شكل الأمة، إلى الوصف الرباني الذي وصف الله تعالى به المؤمنين ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون﴾[الأنبياء:92] والذي أيضاً في وصفهم ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُون﴾[المنافقون:8] ، فليبقوا على غيهم وجهلهم، ولنبق على مقاومتنا وعلمنا حتى يأتي وعد الله، فيندم النادمون ويفرح المؤمنون بنصر الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة