الظل المشعشع لزيارة الأمير السعودي الى اسلام آباد

أعلنت صحيفة الشرق الأوسط السعودية عن زيارة مساعد وزير الدفاع خالد بن سلمان إلى إسلام أباد ولقائه مع “قمر جاويد باجوا” القائد العام للجيش والقوات المسلحة الباكستانية ، مع عمران خان رئيس الوزراء.

ووفقاً لما نشرته الصحيفة أن تعزيز العلاقات العسكرية وتدريب القوات العسكرية وبحث التطورات في المنطقة كانت من بين الموضوعات التي ناقشها مساعد وزير الدفاع السعودي مع المسؤولين الباكستانيين.

الوساطة من اجل النجاة من المستنقع اليمني

يبدو أن المملكة العربية السعودية تتعثر وتغوص أكثر فأكثر في مستنقع اليمن ، في الوقت الذي تتعرض فيه لانتقادات كثيرة من المجتمع الدولي لتسببها في كارثة كبيرة في اليمن وقتل المدنيين اليمنيين وجر البلاد إلى هاوية القحط والمجاعة ، وظهور الأمراض المعدية الخطيرة بسبب الحصار المطبق على اليمن والذي لم يحقق أهدافه المحددة مسبقًا في اليمن.

وفي الوقت نفسه ، استهدفت حركة أنصار الله اليمنية واللجان الشعبية عمق الاراضي السعودية وصناعاتها الاستراتيجية مراراً وتكراراً من خلال زيادة قدراتها الدفاعية مع إلحاق أضرار كبيرة بالاقتصاد السعودي ، والذي أدى إلى فشل معدات الدفاع الأمريكية في الدفاع عن السعودية. ومن ناحية أخرى فقد ألحقت أضرارًا كبيرة بالصورة الإقليمية للمملكة العربية السعودية.

شعرت السعودية بمزيد من الوحدة في الملف اليمني منذ التغيير في تكتيكات الإمارات العربية المتحدة في اليمن وانسحاب جزء كبير من القوات الإماراتية من الأراضي اليمنية وتجهيز مجموعات ميليشيات مسلحة تابعة لها في بعض المناطق اليمنية. لانه من بين جميع دول التحالف ، باستثناء دولة الإمارات العربية المتحدة ، لم تكن أي دولة على استعداد للمشاركة في تدخل عسكري مباشر في اليمن ، والآن ، مع رحيل جزء كبير من قوات الإمارات العربية المتحدة من اليمن ، أصبحت المملكة العربية السعودية محاصرة ووحيدة بشكل متزايد في المستنقع اليمني.

إلى جانب هذه التطورات ، فإن التكاليف الباهظة للحرب ، في الوقت الذي تواجه فيه المملكة العربية السعودية عجزًا في الميزانية ، جعلت استمرار معركة الاستنزاف مع اليمن من الناحية العملية ، غير مجدية وخسارة كبيرة بالنسبة للمملكة العربية السعودية ، خاصةً ان دول التحالف المعتدي لم يكونوا على وفاق تجاه اخر التطورات الجديدة في اليمن ، وقد شهدنا في الفترة الاخيرة حدوث اشتباكات متقطعة بين القوات الموالية للإمارات والمرتزقة السعوديين في اليمن.

وبالنظر إلى جميع هذه القضايا وإعلان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في وقت سابق عن استعداده للعب دور الوسيط من أجل السلام في اليمن والتشاور مع السلطات الإيرانية في هذا الشأن ، فقد سمرت الرياض نظرها مرة أخرى نحو إسلام أباد.

السعودية ، التي استثمرت بكثافة وبشكل مستمر في باكستان وسعت لإقامة علاقات وثيقة مع هذه البلاد ، طالبت في البداية بالتدخل الباكستاني في اليمن وتواجدها عسكرياً وتقديم الدعم الفعال لصالح السعوديين في النزاع. ولكنها واجهت استجابة سلبية من إسلام أباد ، لذا تتوقع الرياض أن إسلام أباد سوف تمد لها يد العون ، على الأقل في هذا الوضع الصعب والحرج لانقاذها من الغرق أكثر من المستنقع الذي علقت به ، وتقديم المساعدة من أجل خروج السعودية من اليمن بشكل لائق ومحترم نسبياً مما يحفظ لها ما بقي من ماء وجهها.

وتجدر الإشارة إلى أن الجهود السابقة التي بذلها عمران خان لتحقيق السلام في اليمن كانت غير مثمرة بالنظر إلى تجاوزات الرياض المتكررة ، ويجب النظر هذه المرة أيضاً الى انه ماذا ستكون نتيجة جهود عمران خان المحتملة في هذا الصدد؟

أزمة الرياض – الدوحة ؛ وساطة إسلام أباد الثانوية

من ناحية أخرى ، تأتي زيارة مساعد وزير الدفاع السعودي إلى باكستان في وقت زار فيه عمران خان الدوحة للمرة الثانية منذ تعيينه كرئيس للوزراء الأسبوع الماضي.

إن زيارة خالد بن سلمان إلى إسلام أباد بعد زيارة عمران خان إلى الدوحة ومباحثاته ومشاوراته مع أمير قطر قد توحي أيضاً بأن الرياض تسعى إلى حل قضية قطر بمساعدة باكستان.

تحدث عمران خان مرارًا وتكرارًا عن جهوده لإيجاد مخرج من المأزق الحالي في العديد من الحالات والقضايا الإقليمية العالقة سعياً وراء سياسة سلمية ، بما في ذلك طهران – الرياض ، وقد أعلن في العديد من تصريحاته ان إسلام آباد مستعدة للتوسط في هذا الصدد ؛ كما يسعى للتوسط وتعزيز دور باكستان في المعادلات الإقليمية فيما يتعلق بأزمة الرياض – الدوحة.

كشمير ؛ مظالم إسلام أباد الدائمة من الرياض

ذكرت بعض وسائل الإعلام دعوة باكستان للسعودية للعب دور أكثر جدية في قضية كشمير خلال زيارة خالد بن سلمان لإسلام أباد.

وقد دعت باكستان مرارًا وتكرارًا بخصوص قضية كشمير إلى تشكيل تحالف إسلامي تقوده باكستان من اجل مواجهة الهند ، الامر الذي باء بالفشل بسبب اعتبارات الدولة الإسلامية ، وبالطبع وجهات نظر إسلام أباد الخاصة تجاه هذه القضية.

كانت المملكة العربية السعودية مترددة في الدخول في أي نزاع مع نيودلهي بسبب مصالحها المشتركة واستثماراتها الكبيرة الأخيرة في الهند ، لكن باكستان أظهرت أنه يجب على المملكة العربية السعودية باعتبارها خادم الحرمين الشريفين ان تتخذ موقفاً أكثر إيجابية تجاه قضية كشمير وأن تلعب دورًا أكثر فعالية في هذا الصدد.

لا شك أن مطالب إسلام آباد الجادة على الرياض ، وخاصة بشأن النزاعات بين باكستان والهند ، تلعب دورًا مهمًا في تحديد العلاقة المستقبلية بين باكستان والمملكة العربية السعودية ، نظرًا لنوع تدابير الرياض المستقبلية في هذا الصدد.

“الوقت”

مقالات ذات صلة