مصادر أمنيّة بتل أبيب: السعوديّة عاجزة عن تنفيذ تهديداتها و”عنتريات” إسرائيل لا تؤثّر على موسكو وحزب الله يمتلك صواريخ دقيقة لإسقاط المُقاتلات

متابعات | 17 نوفمبر | مأرب برس :

قال مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، اليوم الجمعة، إنّه بالنسبة لموسكو فإن إيران قد تمّت دعوتها رسميًا إلى سوريّة، وبالتالي فإنّ تواجدها في هذا البلد العربيّ شرعيّ، وتابع أنّ إسرائيل تُهدّد، ولكنّ موسكو هي التي تُقرر الوقائع على الأرض، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ التهديدات السعوديّة لإيران فارغة، ولا تستطيع الرياض إخراجها إلى حيّز التنفيذ، بحسب قوله، وغنيُ عن القول إنّ هارئيل، مُقرّب جدًا من المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب ويستقي معلوماته من كبار مسؤوليها.

 

إلى ذلك، ذكر موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، نقلاً عن مصادر رفيعةٍ جدًا في المُستويين الأمنيّ والسياسيّ في تل أبيب، ذكر أنّ قيادة جيش الاحتلال الإسرائيليّ تًجري ما أسماه حوارًا مهنيًا متواصلاً مع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) حول عملية التمركز الإيرانيّ في سوريّة، والشكل الذي يجب أنْ تردّ فيه إسرائيل على ذلك.

 

ونقل الموقع عن مصادر مطلعة على العملية قولها إنّه في هذه المرحلة السياسات التي تتبلور هي تجاهل القرارات الأمريكيّة والروسيّة بكلّ ما يتعلق بما يجري في سوريّة، والتمسّك بالخطوط الحمراء الإسرائيليّة، التي نقلت رسائل حاسمة في هذا الموضوع، على حد قولها.

 

وتابع الموقع قائلاً إنّه في البداية طلبت إسرائيل من القوى العظمى تفريغ سوريّة تمامًا من الإيرانيين وتمّ الرد عليها سلبًا. بعد ذلك طلبت تجريد منطقة تصل لمسافة أربعين كيلومترًا عن الحدود، وفي النهاية تمّ تحديد المنطقة المنزوعة بخمسة كيلومترات إلى سبعة فقط.

 

وعلم الموقع العبريّ، كما أكّد في سياق تقريره، أنّ الروس قالوا في أحاديث مهنيةٍ للإسرائيليين إنّ الأمر يتعلق بقرارٍ مؤقتٍ وهو قد يتغير. أمّا الأمريكيون، شدّدّ الموقع، فمن جانبهم نقلوا رسالةً مبهمةً وفيها أنّ الأمر يتعلق بخطوة تهدف إلى منع سفك الدماء.

 

حادثتان، بحسب تقارير أجنبية، تُشيران إلى التحدي الذي تواجهه المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة. الأولى وقعت في أيلول (سبتمبر) من هذا العام، حيث هاجم سلاح الجو بحسب تقارير أجنبية منطقة في ضواحي حمص في سوريا، والحادثة الثانية كشفتها شبكة BBC عبر عرض صور قمر صناعي، قبل أيام،  يظهر فيها بحسب كلام جهات استخبارية غربية قاعدة إيرانية قرب دمشق وتبعد مسافة 50 كلم عن الجولان.

 

واعتبر الموقع المذكور أنّ إقامة قواعد دائمة عديدة لما أسماها الميليشيات الشيعيّة والإيرانيّة في أنحاء سوريّة هي التهديد المقبل للجبهة الداخلية الإسرائيليّة، على حد وصفه، مُضيفًا أنّ الإيرانيين يختبرون الردّ الإسرائيليّ، وفي حال لم يأت سريعًا سيبدءون بعملية إقامة قواعد أخرى.

 

وتابع الموقع العبريّ قائلاً، نقلاً عن المصادر عينها، إنّه في الوقت الذي يُفكّر فيه الإيرانيون على المدى الطويل حيث تحطّ كل أسبوع مائة طائرة في سوريّة، يُحاول قائد الجيش الإسرائيليّ، الجنرال غادي آيزنكوت توسيع منح الشرعية على الساحة الدولية لعملية للجيش الإسرائيليّ في سوريّة، وذلك، ليس بالضرورة لمعالجة الصواريخ البالستية لإيران في المستقبل، إنمّا لآلاف عناصر الميليشيات الشيعيّة التي ستُسارع بأمرٍ إيرانيٍّ للسعي نحو إسرائيل، على حدّ قوله.

 

رون بن يشاي، محلّل الشؤون العسكرية في موقع (YNET)، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، أشار في تحليله إلى أنّ لدى تل أبيب سياسات ثابتة فيما يتعلق بالجبهة الشمالية، وأنّ ثمة ثلاثة خطوط حمراء واضحة، أوّلها أنّها لن تسمح بالمساس بالأراضي الواقعة تحت سيادتها، وثانيها أنّها لن تسمح بنقل أسلحة تحدث خللاً في توازن القوى الإستراتيجيّ مع حزب الله والجيش السوري، وثالثها أنّها لن تسمح بتهريب أسلحة كيميائية إلى حزب الله في لبنان.

 

 

 

وزعم المحلل الإسرائيليّ أنّ السنوات الأخيرة شهدت محاولات سوريّة وإيرانيّة لنقل أسلحةٍ متقدّمةٍ، إلى “حزب الله”، تنقسم إلى فئتين، الأولى تخص الصواريخ أرض – أرض دقيقة التوجيه، والتي لديها القدرة على حمل رؤوس حربية تزن مئات الكيلوغرامات من مادة (TNT)، منوها إلى أنّ تلك الصواريخ مخصصة لضرب أهداف إستراتيجية إسرائيلية، وواضعا بين قوسين جملة: “مستودعات الأمونيا في خليج حيفا على سبيل المثال”.

 

وتابع أنّ الفئة الثانية من الصواريخ التي حاولت إيران وسوريّة تسليمها لـ”حزب الله” في السنوات الأخيرة، تتعلق بصواريخ هدفها تحجيم قدارت سلاح الجو الإسرائيليّ وقدرته على تنفيذ طلعاته الجوية بشكلٍ روتينيٍّ، أيْ أنّ الحديث يجري عن صواريخ أرض – جو متطورة، قادرة على إسقاط المقاتلات الإسرائيلية، مثلما أفادت أحدث التقارير الصادرة عن الجيش الإسرائيليّ، والتي أكدت أنّ لدى “حزب الله” صواريخ من هذا النوع بالفعل.

المصدر : رأي اليوم .

مقالات ذات صلة