
إغراق السفن في البحر الأحمر مؤشر على حجم هزيمة التحالف الأمريكي “الغربي”
تقا رير || مأرب نت || 20 محرم 1447هـ
في تصعيد مُستمرّ بالمنطقة، عزّزت حادثةُ إغراق القوات المسلحة اليمنية لسفينتَي “ماجيك سيز” و”إتيرنيتي سي” حالة الإحباط لدى كيان العدوّ الإسرائيلي؛ فمنذ نوفمبر 2023، يواصل اليمن فرض حصار بحري تام على موانئ الكيان المحتلّ والسفن المتجهة إليها.
الرسالة اليمنية -كما ترجمتها وسائل إعلام عبرية- عزَّزَت حالة الإحباط واليأس من فك اليمن حصاره المفروض على مرور سفن موانئ العدوّ الإسرائيلي، طالما استمر مسلسل تدمير وتجويع وحصار أكثر من مليونَي فلسطيني في قطاع غزة.
ما ساقته صحيفة (جيروزاليم بوست) العبرية في تحليلها، اليوم، لأحداث إغراق القوات المسلحة اليمنية للسفينتين، يشير إلى حجم الهزيمة التي مُنِيَ بها التحالفُ الأمريكي الغربي في حماية المصالح والتجارة للعدو الإسرائيلي المارَّة عبر باب المندب والبحر الأحمر على وجه الخصوص.
نجاحُ اليمن في وقف حركة ملاحة تجارة العدوّ الإسرائيلي والسفن المتجه إليه، وكسر شوكة الهيمنة البحرية الأمريكية أولًا والأُورُوبية ثانيًا، في سِتِّ مراحلَ من التصعيدي العسكري المدروس، دليل على نجاح عسكري استراتيجي يمني، مقابل وصول القوى الامبريالية الغربية إلى مرحلة “ذروة الفعل العسكري”، في مواجهة اليمن مع ما تكبدته تلك القوى وعلى رأسها القوة البحرية الأمريكية من خسائرَ على المستوى المادي باستهداف سفنها التجارية والحربية وطائراتها المقاتلة والمسيرة، وعلى المستوى المعنوي باستهداف رمز القوة الأمريكية وكسر هيبة حاملات طائراتها التي لم يكن أحدٌ قبل ليجرؤ على الاقتراب منها فضلا عن استهدافها كما فعلت اليمن.
وَلم يتبقَّ لليمن سوى استخدام القوة العنيفة والتي ربما لم تكن لتستثني السفن والقطع الحربية من مشاهد “الإغراق” التي تركزت في رسالة اليمن البحرية الأخيرة ضد السفن منتهكة الحظر اليمني.
ووفقًا لتحليل “جيروزاليم بوست” الصهيونية، فَــإنَّ الحصار البحري اليمني الذي استهدف السفن المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلّة، كشف عن عجز القوات البحرية الغربية عن توفير الحماية الكافية لها، والوصول إلى حالة اليأس من جدوى ذلك.
وأشَارَت الصحيفة إلى المستوى الاحترافي العالي الذي تتمتع به القوات المسلحة اليمنية في تنفيذ عملياتها العسكرية، حَيثُ قدم التحليل العبري جانبا وصفيًّا لتعقيدات العمليات العسكرية اليمنية في الاستهداف الأخير لسفينتي “ماجيك سيز واترنيتي سي”، قال فيه: “لم يكن من السهل إيقاف سفينة شحن ضخمة تنطلق بسرعة… وليس من السهل تعطيلها ثم الاستيلاء عليها”.
وأضافت السردية: “صعد اليمنيون على متن السفن ثم فجّروها في مهمة معقدة استمرت يومين أَو ثلاثة أيام”.
ووصفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية الهجوم اليمني قائلةً: “حاولت سفينتان يائستين (ماجيك واترنيتي) صد هجمات اليمنيين، بينما لم تصل المساعدة قط”.
وفيما أضافت جيروزاليم بوست: “لا يوجد خاتمة أكثر إيلامًا لهذه الكارثة من عنوان صحيفة وول ستريت جورنال. لماذا لم يُساعد أحد هذه السفن؟.. وتجيب: “في نوفمبر 2023، شُكِّل تحالف دولي يُسمى “حارس الازدهار” لمنع هذه الهجمات ومساعدة السفن، كما هاجمت الولايات المتحدة (اليمنيين) في منتصف مارس/آذار في محاولة لوقف هجماتهم.
وتابعت الصحيفة: “أين كانت البحريةُ الأمريكية التي تمتلك أصولًا ضمن منطقة عمليات القيادة المركزية؟ ماذا عن القوات البحرية الأُخرى، مثل البحرية البريطانية والفرنسية والصينية؟ توجد أصول بحرية في هذه المنطقة. هل كان من الممكن أن تصل إلى الموقع في الوقت المناسب؟”.
واستمرت في الحديث: “عادةً ما تحمل مجموعات حاملات الطائرات الأمريكية الضاربة عدة مدمّـرات وسفن مرافقة وسفن أُخرى. حَـاليًّا، يُفترَضُ أن تكونَ حاملتا الطائرات كارل فينسون ونيميتز في مكان ما في بحر العرب أَو المحيط الهندي. ليس من الواضح تمامًا مكانُهما؛ ومع ذلك، نشرت القيادة المركزية الأمريكية لقطات لفينسون وهي تُطلق طائرات إف-18 في 11 يوليو. وفي 12 يوليو، نشرت البحرية الأمريكية أَيْـضًا صورة لطائرة إف/إيه-18 تُطلق من حاملة الطائرات نيميتز”. وكأنها أرادت القول أين ذهبت حاملات الطائرات الأمريكية وأين اختفى دورُها؟!.
ثم تعود لتأكيد أن الأصول البحرية الأمريكية لو أرادت المساعدة لكانت حاضرة، فـ “عادةً ما تتجاوز سرعة السفن البحرية الأمريكية 30 عقدة؛ أي إنها تستطيع الإبحار لأكثر من 600 ميل بحري في اليوم. كما تمتلك طائرات يمكنها التحليق بسرعة حوالي 1500 ميل في الساعة.
إضافة إلى أن هناك في جيبوتي أصولًا بحرية وجوية أجنبية، وهي قريبةٌ نسبيًّا من المنطقة التي غرقت فيها السفن.
وتلخِّصُ هذا المشهد في أن غيابَ المساعدة يعني أن الدفاعَ عن سفن خرق الحظر اليمني لم يكن أولويةً لواشنطن وللغرب؟… فالتدخلُ لحماية أَو مرافقة تلك السفن يعني خرقًا أمريكيًّا واضحًا لاتّفاقٍ مسبَقٍ، ولن يكونَ الردُّ عليه سوى بعَودة استهداف الأُصول الحربية الأمريكية مرةً أُخرى لكن بصورة أقوى وأشدَّ إيلامًا.